المنشورات

ما جرى فِي السنة الرابعة من مولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

[10] قال مؤلف الكتاب: قد ذكرنا أن شق صدره [عَلَيْهِ الصلاة والسلام] كان في سنة ثلاث من مولده. و [قد] [1] قيل: فِي سنة أربع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حيويه قَالَ: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: أخبرنا محمد بن سعد [2] قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمر، عَنْ أصحابه قَالَ:
مكث عندهم سنتين حَتَّى فطم، وكان ابن أربع سنين فقدموا به عَلَى أمه [وهم] [3] زائرون لها به، وأخبرتها [4] حليمة خبره، وما رأوا من بركته، فقالت آمنة: ارجعي بابني فإني أخاف عَلَيْهِ وباء مكّة، فو الله ليكونن له شأن! فرجعت به ولما بلغ أربع سنين كان يغدو مع أخيه وأخته فِي البهم قريبا من الحي، فأتاه الملكان هناك فشقّا بطنه واستخرجا علقة سوداء فطرحاها وغسلا بطنه بماء الثلج فِي طست من ذهب، ثم وزن بألف من أمته فوزنهم، فنزلت به إِلَى أمه آمنة بنت [5] وهب فأخبرتها خبره، ثم رجعت به أيضا [6] ، وكان عندها حولا [7] أو نحوها لا تدعه [8] يذهب مكانا بعيدا، ثم رأت غمامة تظله، إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، فأفزعها ذلك أيضا من أمره فقدمت [9] به إِلَى أمه لترده وهو ابن خمس سنين، فأضلها فِي الناس، فالتمسته فلم تجده، فأتت عَبْد المطلب فأخبرته فالتمسه عَبْد المطلب فلم يجده، فقام عند الكعبة فَقَالَ:
لا هم أد راكبي مُحَمَّدا ... أده إلي واصطنع عندي ندا
أنت الذي جعلته لي عضدا
[10]
قَالَ مؤلف الكتاب [1] : وقد روي لنا أن عَبْد المطلب بعثه فِي حاجة له فضاع [فَقَالَ هَذَا] [2] .
قَالَ: وقد روينا أن حليمة قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم [مكة] [3] وقد تزوج خديجة، فشكت إليه جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول اللَّه [صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم] خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة وبعيرا [موقعا] [4] للظعينة وانصرفت إِلَى أهلها ثم قدمت عَلَيْهِ بعد الإسلام [5] فاسلمت هي وزوجها وبايعاه [6] .
أخبرنا محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا الجوهري قال: أخبرنا ابن حيوية قال:
أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عبد الله بن نمير قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ [7] قَالَ:
اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ أَرْضَعَتْهُ فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَالَ: «أُمِّي أُمِّي» وَعَمِدَ إِلَى رِدَائِهِ فَبَسَطَهُ لَهَا فَقَعَدَتْ عَلَيْهِ [8] .
وقد روي لنا [9] أنها جاءت إِلَى أبي بكر فأكرمها. وإلى عمر رضي اللَّه عنهما ففعل مثل ذلك [10]





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید