المنشورات

موت عَبْد المطلب:

رَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ عن عبد الله بن أبي بكر قال: كَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يُوصِي بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ. وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ وَعَبْدَ اللَّهِ أَبَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَا لأُمٍّ [وأب] [4] .
قَالَ مؤلف الكتاب: قلت [1] : وقد كان الزبير عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أمهما أيضا [2] ، لكن كفالة أبي طالب له لسبب فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: وصية عَبْد المطلب لأبي طالب.
والثاني: أنهما اقترعا فخرجت القرعة لأبي طالب.
والثالث: أن رسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم اختاره.
أَخْبَرَنَا محمد بْن أبي طاهر قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا ابن حيوية قال: أخبرنا ابن معروف قال: أَخْبَرَنَا الحارث بن أبي أسامة قال أخبرنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد وَقَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، عَنِ الزُّهْرِيِّ قال:
وحدثني عبد الله بن جعفر بْن عبد الواحد بْن حمزة بْن عَبْد اللَّه قَالَ:
وَأَخْبَرَنَا هشام بْن الأعصم الأسلمي، عَنِ المنذر بْن جهم قَالَ:
وَحَدَّثَنَا معمر عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال:
وأخبرنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن أبي الحويرث قَالَ:
وَأَخْبَرَنَا ابن أبي سبرة، عن سلمان بن سحيم عن نافع بن جُبَيْرٍ- دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ- قَالُوا: [3] لما حضرت عَبْد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب بحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياطته، ولما نزل [4] بعَبْد المطلب الوفاة قَالَ لنسائه ابكينني، وأنا أسمع فبكته كل واحدة منهن بشعر، فلما تسمع قول أميمة وقد أمسك لسانه جعل يحرك رأسه- أي قد صدقت، وقد كنت كذلك- وهو قولها:
أعيني جودا بدمع درر ... عَلَى طيب الخيم والمعتصر 
عَلَى ماجد الجد واري الزناد ... جميل المحيا عظيم الخطر
عَلَى شيبة الحمد ذي المكرمات ... وذي المجد والعز والمفتخر
وذي الحلم والفضل فِي النائبات ... كثير المكارم جم الفخر
له فضل مجد عَلَى قومه ... مبين يلوح كضوء القمر
أتته المنايا فلم تشوه ... بصرف الليالي وريب القدر
قَالَ: ومات عَبْد المطلب وهو يومئذ ابن اثنتين وثمانين سنة.
ويقال: ابن مائة وعشر سنين [1] .
وقيل: ابن مائة وعشرين سنة.
وسئل رسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم أتذكر موت عَبْد المطلب؟ قَالَ: «نعم أنا يومئذ ابن ثمان سنين» . قالت أم أيمن: رأيت رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ يبكي خلف سرير عَبْد المطلب [2] .
وقد أَنْبَأَنَا عَبْد الوهاب بْن المبارك قَالَ: أخبرنا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْن بشران قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن مُحَمَّد الدقاق قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْن الْبَرَاءِ [3] قَالَ:
توفي عَبْد المطلب ورسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم قد أتى عَلَيْهِ ثمانية وعشرون شهرا.
قَالَ وهذا المحفوظ من القول.
قَالَ مؤلف الكتاب [4] : والقول الأول أصح.
وتوفي عَبْد المطلب فِي ملك هرمز بْن أنوشروان، وكان قد مات قبل ذلك أنوشروان وعلى الحيرة قابوس بن المنذر.




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید