المنشورات

غزاة الغابة

وهي على بريد من المدينة على طريق الشام في ربيع الأول.
قالوا: كانت لقاح [5] رسول الله صلى الله عليه وسلم-[وهي] [6] عشرون لقحة- ترعى بالغابة [وكان أبو ذر فيها] [7] فأغار عليها عيينة بن حصن ليلة الأربعاء في أربعين [فارسا] [8] فاستاقوها وقتلوا راعيها [9] ، وجاء الصريخ فنادى: « [الفزع الفزع، فنودي:] [10] يا خيل الله اركبي» ، فكان أول ما نودي بها، وركب رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَخَرَجَ غداة الأربعاء في الحديد مقنعا، [فوقف، فكان أول من أقبل إليه المقداد بن عمرو، وعليه الدرع والمغفر، شاهرًا سيفه، فعقد لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لواء في رمحه، وقال: «امض حتى تلحقك الخيول، إنا على أثرك» ] [1] ، واستخلف [رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم علي المدينة] [2] عبد الله بن أم مكتوم، وخلّف سعد بن عبادة في ثلاثمائة [من قومه] [3] يحرسون المدينة [4] .
قال المقداد: فخرجت فأدركت أخريات العدو وقد قتل أبو قتادة مسعدة، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرسه وسلاحه، وقتل عكاشة [بن محصن أثار بن عمرو بن أثار] [5] ، وقتل المقداد [بن عمرو: حبيب بن عيينة بن حصن، وقرفة بن مالك بن حذيفة بن بدر] [6] .
وقتل من المسلمين محرز بن نضلة، قتله مسعدة. وأدرك سلمة بن الأكوع القوم وهو على رجليه، فجعل يراميهم بالنبل، ويقول [7] :
«خذها وأنا ابن الأكوع ... اليوم يوم الرضع» [8]
حتى انتهى بهم إلى ذي قرد ناحية خيبر [مما يلي المستناخ] [9] .
قال سلمة: فلحقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم [والناس] [10] والخيول عشاء، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ فلو بعثتني في مائة رجل استنقذت ما في أيديهم من السرح وأخذت بأعناق القوم [11] ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ملكت فأسجح» [12] ، [ثم قال: «إنهم الآن ليقرون في غطفان» . وذهب الصريخ إلى بني عمرو بن عوف، فجاءت الأمداد، فلم تزل الخيل تأتي والرجال على أقدامهم وعلى الإبل حتى انتهوا] [1] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي قرد [2] ، فاستنقذوا عشر لقائح، وأفلت القوم بما بقي وهي عشر [3] ، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي قرد صلاة الخوف، وأقام به يوما وليلة [يتحسس الخبر، وقسم في كل مائة من أصحابه جزورا ينحرونها- وكانوا خمسمائة، ويقال سبعمائة- وبعث إليه سعد بن عبادة بأحمال تمر وبعشر جزائر، فوافت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي قرد، والثبت عندنا] [4] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر على/ هذه السرية سعد بن زيد الأشهلي، ولكن الناس نسبوها إلى المقداد [لقول حسان بن ثابت:
غداة فوارس المقداد
[5] فعاتبه سعد بن زيد، فقال: اضطرني الروي إلى المقداد] [6] .
ورجع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم إلى المدينة يوم الاثنين، وقد غاب خمس ليال [7]






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید