المنشورات

إبراهيم ابن رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ:

ولد في ذي الحجة من سنة ثمان، وتوفي في ربيع الأول غرة سنة عشر، ودفن بالبقيع.
رَوَى جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَال: أخذ رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ بَيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى النَّخْلِ الَّذِي فِيهِ إِبْرَاهِيمُ، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ/ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَبْكِي يَا رَسُولَ الله، أولم تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنِ النَّوْحِ، وَعَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٍ عِنْدَ نَغَمَةِ لَهْوٍ وَلَعِبٍ، وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ، وَصَوْتٍ عِنْدَ مُصَيبَةٍ وَخَمْشِ وُجُوهٍ وَشَقِّ جُيُوبٍ وَرَنَّةِ شَيْطَانٍ» [3] .
وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: [4] «إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ وَمَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ، يَا إِبْرَاهِيمُ لَوْلا أَنَّهُ أَمْرٌ حَقٌّ وَوَعْدٌ صِدْقٌ وَأَنَّهَا سَبِيلٌ مَأْتِيَّةٌ، وَأَنَّ آخِرَنَا سَيَلْحَقُ أَوَّلَنَا لحزنا عليك حُزْنًا هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا، وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ، تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: [1] [حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ] [2] ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِي، وَإِنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ، وَإِنَّ لَهُ لَظِئْرَيْنِ تُكْمِلانِ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ» . وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، [عَنْ وَكِيعِ بن الجراح، وهشام بن عبد الملك أبو أَيُّوبَ الطَّيَالِسِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ ثَابِتٍ،] [3] عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: «لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ» . [وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْبَرَاءِ أَيْضًا، قَالَ: صلى رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ سَتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَقَالَ: «إِنَّ لَهُ لَظِئْرًا تُتِمُّ رِضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ وَهُوَ صِدِّيقٌ» ] [4] .
وروى ابن سعد، عن جابر، عن عامر، قال: توفي إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهرا.
قال مؤلف الكتاب [5] : وفي يوم [موت] [6] إبراهيم كسفت الشمس.
[أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ، أخبرنا ابن حيويه، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحارث بن أبي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنِ] [1] الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ [2] : انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، وَلا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ حَتَّى يُكْشَفَا» . وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، [عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عُبَيْدٍ] [3] ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانِ [بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّهِ] [4] سِيرِينَ، قَالَتْ:
حَضَرْتُ مَوْتَ إِبْرَاهِيمَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كُلَّمَا صِحْتُ أَنَا وَأُخْتِي مَا يَنْهَانَا، فَلَمَّا مَاتَ نَهَانَا عَنِ الصِّيَاحِ، وَغَسَّلَهُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَالْعَبَّاسُ جَالِسَانِ، ثُمَّ حُمِلَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ وَالْعَبَّاسُ جَالِسٌ إِلَى جَنْبِهِ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ/ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَنَا أَبْكِي عِنْدَ قَبْرِهِ مَا يَنْهَانِي أَحَدٌ، وَخَسَفَتِ الشَّمْسُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَقَالَ النَّاسُ [ذَلِكَ] [5] لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّهَا لا تَخْسِفُ لِمَوْتِ [6] أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ» . ورأى رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ فُرْجَةً فِي اللِّبْنِ، فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُسَدَّ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهَا لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ، وَلَكِنْ تُقِرُّ عَيْنَ الْحَيِّ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ عَمَلا أَحَبَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُتْقِنَهُ» . ومات يوم الثلاثاء لعشر [ليال] خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر.







مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید