المنشورات

عبد الله بن الزبعري بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم الساعدي:

كان يهجو أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ويحرض المشركين على المسلمين في شعره، ويهاجي حسان بن ثابت وغيره من شعراء المسلمين، ويسير مع قريش حيث سارت لحرب رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ، فلما دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مكة عام الفتح هرب حتى انتهى إلى نجران، فدخل حصنها، وقال لأهلها: أما قريش فقد قتلت ودخل محمد مكة، ونحن نرى أن محمدا سائر إلى حصنكم، فجعلوا يصلحون ما رث من حصنهم، ويجمعون ماشيته، ثم انحدر ابن الزبعري إلى النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وقال يعتذر إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [2] :
يا رسول المليك إن لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور [3]
إذ أجاري الشيطان في سنن العي ... [4] ومن مال ميله مثبور
يشهد السمع والفؤاد بما قلت ... ونفسي الشهيد وهي الخبير
إن ما جئتنا به حق صدق ... ساطع نوره مضيء منير
جئتنا باليقين والصدق والبر ... وفي الصدق والسرور السرور
أذهب الله ظلمة الجهل عنا ... وأتانا الرخاء والميسور
وقال أيضا يعتذر إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ:
منع الرقاد بلابل وهموم ... والليل معتلج الرواق بهيم
مما أتاني أن أحمد لا مني ... فيه فبت كأنني محموم
يا خير من حملت على أوصالها ... غير أنه سرح اليدين غشوم
إني لمعتذر إليك من الذي ... أسديت أذنا في الضلال أهيم
أيام تأمرني بأسوأ خطة ... سهم وتأمرني بها مخزوم
/ وأمد أسباب الردى ويقودني ... أمر الغواة وأمرهم مشئوم
معنت العداوة وانقضت أسبابها ... وأتت أواصر بيننا وحلوم
فاغفر فدى لك والدي كلاهما ... وارحم فإنك راحم مرحوم
وعليك من سمة المليك علامة ... فوز أعز وخاتم مختوم
أعطاك بعد محبة برهانه ... شرفا، وبرهان الإله عظيم





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید