المنشورات

عَمْرو بْن عتبة بْن فرقد بْن حبيب السلمي

[كَانَ] أبوه عتبة من الصَّحَابَة، كَانَ يتولى الولايات ويجتهد بابنه عَمْرو أَن يعينه عَلَى ذَلِكَ، فلا يفعل زهدا فِي الدنيا.
[أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ناصر قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار وَعَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بن نحيب [3] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ ذُرَيْحٍ قَالَ: حدثنا هناد قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الله] [4] بن الربيعة قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ وَمِعْضَدٍ الْعجلِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الرَّبِيعَةَ، أَلا تُعِينُنِي عَلَى ابْنِ أُخْتِكَ يُعِينُنِي عَلَى مَا أَنَا فِيهِ مِنْ عَمَلِي؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا عَمْرُو، أَطِعْ أَبَاكَ. قَالَ: فَنَظَرَ عَمْرٌو إِلَى مِعْضَدٍ فقال له: لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ 96: 19 [5] [فَقَالَ عَمْرٌو: يَا أَبِي، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ أَعْمَلُ فِي فِكَاكِ رَقَبَتِي. فَبَكَى عُتْبَةُ ثُمَّ قال: يا بني، أحبك حبين: حب للَّه، وَحُبَّ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ] [6] .
فَقَالَ عَمْرٌو: يَا أَبَتِ، إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ أَثَبَتْنِي [7] بِمَالٍ بَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَإِنْ كُنْتَ سَائِلِي عَنْهُ فَهُوَ هَذَا، فَخُذْهُ وَإِلا فَدَعْنِي أُمْضِهِ. قَالَ: يَا بُنَيَّ، أَمْضِهِ. فَأَمْضَاهُ حَتَّى مَا بَقِيَ عِنْدَهُ دِرْهَمٌ.
[أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن حسنون قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن عُثْمَان قَالَ: أخبرنا أَبُو القاسم بْن المنذر قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن عبيد اللَّه قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَن شيخ من قريش قَالَ: قَالَ مولى لعمرو] [1] بْن عتبة وأنا مَعَ رجل وَهُوَ يقع فِي/ آخر، فَقَالَ لي: ويلك- وَلَمْ يقلها لي قبلها ولا بعدها- نزه سمعك عَن استماع الخنا كما تنزه لسانك عَن القول، فَإِن المستمع شريك القائل، وإنما نظر إِلَى مَا سد فِي وعائه فأفرغه فِي وعائك، ولو ردت كلمة سفيه فِي فِيهِ لسعد بها رادها كما شقي بها قائلها.
[أَخْبَرَنَا ابْن ناصر قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن مالك قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي قَالَ: حَدَّثَنَا عنبسة بْن سَعِيد القرشي قَالَ: حَدَّثَنِي ابْن المبارك] [2] ، عَن عيسى بْن عُمَر قَالَ: كَانَ عَمْرو بْن عتبة يخرج عَلَى فرسه ليلا فيقف عَلَى القبور فَيَقُول:
يا أَهْل القبور، قَدْ طويت الصحف، ورفعت الأعمال. ثُمَّ يبكي، ثُمَّ يصف قدميه حَتَّى يصبح، فيرجع فيشهد صلاة الصبح.
[أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أبي القاسم قال: أخبرنا أحمد بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الأصبَهانيّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن حيان قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الحذاء قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد الدروقي قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن إِسْحَاق قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن المبارك قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عُمَر الفرواي قَالَ: حَدَّثَنِي مولى لعمرو] [3] بْن عتبة قَالَ: استيقظنا يوما حارا فِي ساعة حارة، فطلبنا عَمْرو بْن عتبة، فوجدناه فِي جبل وَهُوَ ساجد وغمامة تظله، وكنا نخرج إِلَى العدو فلا نتحارس لكثرة صلاته، فرأيته ليلة يصلي، فسمعنا زئير الأسد فهربنا وَهُوَ قائم يصلي لَمْ ينصرف، فقلنا لَهُ: أما خفت الأسد؟ فَقَالَ: إني لأستحي من اللَّه أَن أخاف شَيْئًا سواه.
[أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي القاسم بإسناده عَن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَن عمارة بْن عمير] [4] ، عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد قَالَ: خرجنا فِي جيش فيهم علقمة ويزيد بْن مُعَاوِيَة النخعي، وعمرو بْن عتبة، ومعضد قَالَ: فخرج عمرو بن عتبة عَلَيْهِ جبة جديدة بيضاء، فَقَالَ: مَا أحسن الدم ينحدر عَلَى هذه. فخرج فتعرض للقوم، فأصابه حجر فشجه فتحدر عَلَيْهَا الدم، ثُمَّ مَات منها فدفناه، ولما أصابه الحجر فشجه جعل يلمسها بيده وَيَقُول: إنها لصغيرة [1] ، وإن اللَّه ليبارك فِي الصغير.
[أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أحمد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن مَالِك، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن إِسْحَاق قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن المبارك قَالَ: أَخْبَرَنَا عيسى بْن عُمَر، عَن السدي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن عم] [2] لعمرو بْن عتبة قَالَ: نزلنا فِي مرج حسن/، فَقَالَ عَمْرو بْن عتبة: مَا أحسن هَذَا المرج، مَا أحسن الآن لو أَن مناديا ينادي: يا خيل اللَّه اركبي. فخرج رجل فكان أول من لقي فأصيب، ثُمَّ جيء بِهِ فدفن فِي هَذَا المرج [3] . قَالَ: فَمَا كَانَ بأسرع من أَن نادى مناد: يا خيل الله اركبي. فخرج عَمْرو فِي سرعان النَّاس فِي أول من خرج، فأتى عتبة فأخبر بِذَلِكَ فَقَالَ: علي عمرًا.
فأرسل فِي طلبه، فَمَا أدرك حَتَّى أصيب. قَالَ: فَمَا أراه دفن إلا فِي مركز رمحه، وعتبة يومئذ عَلَى النَّاس.
قَالَ المؤلف: [وهذه] [4] الغزاة الَّتِي استشهد فِيهَا عَمْرو، [وَلَمْ تذكر] هِيَ غزاة أذربيجان، وكانت فِي خلافة عُثْمَان [رضي اللَّه عَنْهُ]





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید