المنشورات

سحيم، عبد بني الحسحاس:

اشتراه عَبْد اللَّهِ بن عامر، فأهداه إلى عُثْمَان بْن عَفَّانَ فرده عليه وقَالَ: لا حاجة لنا فيه، وله أشعار كثيرة وأخبار.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ، أَخْبَرَنَا أبو الحسين بن عبد الجبار، أَخْبَرَنَا الجوهري، أَخْبَرَنَا ابن حيوية، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن خلف، قَالَ: قَالَ ابن الأعرابي:
كان سحيم حبشيا وقد أدرك الجاهلية.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ، [عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْنِ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا] [2] الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ خَالِهِ يُوسُفَ بْنِ الْمَاجِشُونَ، قَالَ:
اشْتَرَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ سُحَيْمًا عَبْدَ بَنِي الْحَسْحَاسِ، وَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ لَكَ غُلامًا حَبَشِيًّا شَاعِرًا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ: لا حَاجَةَ لِي بِهِ، فَإِنَّمَا قُصَارَى الْعَبْدِ الشَّاعِرِ، إِنْ شَبِعَ تَشَبَّبَ بِنِسَائِهِمْ، وَإِنْ جَاعَ يَهْجُوهُمْ، فَرَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ فَاشْتَرَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَسْحَاسِ. وَكَانَ حَبَشِيًّا أَعْجَمِيَّ اللِّسَانِ يُنْشِدُ الشِّعْرَ.
قَالَ الزبير: وحَدَّثَنِي عمر بن أبي بكر، عن أبي صالح الفقعسي، قَالَ: كان سحيم عبدا لبني الحسحاس حبشيا شاعرا، وكان يهوى ابنة مولاه عميرة بنت أبي معبد، ويكنى عن حبها إلى أن خرج مولاه أبو معبد سفرا، وخرج به معه، وكان أبو معبد يتشوق إلى ابنته ويقول:
عميرة ودع إن تجهزت غاديا [يردد النصف ولا يزيد عليه ثم قَالَ: ابعد يا سحيم، فهيج منه ما كان باطنا فقَالَ:
عميرة ودع إن تجهزت غاديا] [1] ... كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
ثم بنى عليها وأتمها قصيدة وفحش فيها فقَالَ:
وبتنا وسادانا [إلى علجانة ... وحقف تهاداه الرياح تهاديا] [2]
57/ أ/ توسدني كفا وتثني بمعصم ... علي وتحوي رجلها من ورائيا
وهبت شمالا آخر الليل قرة ... ولا ثوب إلا درعها وردائيا
فما زال ثوبي طيبا من نسيمها ... إلى الحول حتى أنهج الثوب باليا
قَالَ: فذهب به أبو معبد إلى المدينة ليبيعه بها، فقَالَ بعد أن أخرجه بها:
وما كنت أخشى معبدا أن يبيعني ... بشيء ولو أمست أنامله صفرا
أخوكم ومولى مالكم وربيبكم ... ومن قد ثوى فيكم وعاشركم دهرا
أشوقا ولما يمض لي غير ليلة ... فكيف إذا سار المطي بنا عشرا
قَالَ: فرق له ورده، وآل أمر سحيم أنه أحب امرأة من أهل بيت مولاه، فأخذوه وأحرقوه.
وقَالَ ابن قتيبة: سقوه الخمر وعرضوا عليه نسوة، فلما مرت به التي كان يتهم بها أهوى إليها فقتلوه.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید