المنشورات

خلافة يزيد بن عبد الملك

ويكنى أبا خالد، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية، استخلف بعد وفاة عمر، وكان يومئذ ابن تسع وعشرين سنة.
أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ، قَالَ: أنبأنا [1] المبارك بن عبد الجبار، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، قَالَ: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور النوشري، قال:
أخبرنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، قال: أخبرنا الزبير بن بكار، قال: حدثني هارون بن عبد الله الزهري، عن عبيد الله بن عمرو الفهري، قال:
لما توفي عمر بن عبد العزيز، قال يزيد بن عبد الملك: ما جعل عمر بن عبد العزيز لربه أرجى مني، فتنسك وأقام أربعين يوما لا تفوته صلاة في جماعة، فقدم الأحوص فأرسلت له حبابة أنه ليس لي ولا لك عنده شيء ما دام على هذه الحال فقل أبياتا أغنيها له عسى أن يترك ما هو عليه من النسك، فقال الأحوص:
ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا ... فقد غلب المحزون أن يتجلدا [2]
إذا كنت عزيفا عن اللهو والصبا ... فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا
فما العيش إلا ما يلذ ويشتهي ... وإن لام فيه ذو الشنان وفندا
فلما خرج يزيد للجمعة عرضت له حبابة على طريقه فحركت العود وغنت البيت الأول فسبح، فلما غنت البيت الثاني قال: مه مه ويحك لا تفعلي [3] ، فلما غنت الثالث نفض عمامته، وقال: مروا صاحب الشرطة أن يصلي بالناس، وجلس معها، ودعى بالشراب وسألها عن قائل الشعر، فقالت: الأحوص، فأمر به فأدخل فأجازه وأحسن إليه وأنشده مديحه.
فصل ولما استخلف يزيد نزع أبا بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عن المدينة وولاها عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري، وبايع لأخيه هشام بالعهد من بعده، ثم لابنه الوليد، ولم يكن ابنه بلغ، فلما بلغ ندم وقال: الله بيني وبين من جعل هشاما بيني وبينك، يعني مسلمة.






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید