المنشورات

سنة ست ومائة

فمن الحوادث فيها أن هشاما عزل عبد الواحد النضري [1] عن مكة والمدينة والطائف، وولى ذلك خاله إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي، فقدم المدينة يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من جمادى الآخرة، وكانت ولاية النضري على المدينة سنة وثمانية أشهر.
وفيها: غزا سعيد بن عبد الملك الصائفة، وغزا الحجاج بن عبد الملك اللان، فصالح أهلها وأدوا الجزية.
وفيها: قدم خالد بن عبد الله القسري أميرا على العراق بعد خراسان، فاستعمل أخاه لبيد بن عبد الله على خراسان.
وفيها: غزا مسلم بن سعيد الترك، فورد عليه عزله عن خراسان من خالد وقد قطع النهر لحربهم. وتولية أسد بن عبد الله أخي خالد عليها.
وفيها: استقضى هشام إبراهيم بن هشام الجمحي، ثم عزله واستقضى الصلت الكندي.
وفيها: ولد عبد الصمد بن علي في رجب.
وفيها: حج بالناس [2] هشام بن عبد الملك، وكتب إلى أبي الزناد قبل أن يدخل المدينة [1] : أكتب إلي بسنن الحج، فكتبها له وتلقاه، فلما صلى هشام في الحجر كلمه إبراهيم بن محمد بن طلحة، فقال له: أسألك باللَّه وبحرمة هذا البيت والبلد الذي خرجت معظما لحقه إلا رددت عليّ ضلامتي، قال: وأي ظلامة؟ قال: داري، قال:
فأين كنت عن عبد الملك؟ قال: ظلمني والله، قال: فعن الوليد؟ قال: ظلمني والله، قال: فعن سليمان؟ قال: ظلمني والله، قال: فعن عمر؟ قال: يرحمه الله ردها والله علي، قال: فعن يزيد؟ قال: ظلمني والله، هو قبضها من بعد قبضي لها، وهي في يديك، قال: والله لو كان فيك ضرب لضربت، فقال: في والله ضرب بالسيف والسوط، فقال هشام: هذه قريش وألسنتها ولا يزال في الناس بقايا ما رأيت مثل هذا.
ولما دخل هشام المدينة صلى على سالم بن عبد الله، فرأى كثرة الناس فضرب عليهم بعث أربعة آلاف، فسمي عام الأربعة آلاف [2] .
وكان العامل على مكة والمدينة والطائف إبراهيم بن هشام، وعلى العراق وخراسان خالد القسري، واستعمل على صلاة البصرة عقبة بن عبد الأعلى، وعلى الشرطة مالك بن المنذر بن الجارود، وعلى قضائها ثمامة بن عبد الله بن أنس، وعلى خراسان أخاه أسد بْن عَبْد اللَّه.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید