المنشورات

الحسن بن أبي الحسن البصري، يكنى أبا سعيد

كان أبوه من أهل بيسان، فسبي، فهو مولى الأنصار. ولد في خلافة عمر، وحنكه عمر بيده، وكانت أمه تخدم أم سلمة فربما غابت فتعطيه أم سلمة ثديها فتعلله به إلى أن تجيء أمه فيدر عليه ثديها فيشربه، فكانوا يقولون: فصاحته من بركة ذلك.
أخبرنا هبة الله بن أحمد الجريري، قال: أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي، قَالَ: حدثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا فضل بن سهل، قال: حدثنا علي بن حفص، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن يونس، قال:
كان الحسن يقول: نضحك ولعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا، فقال: لا أقبل منكم شيئا.
قال السراج: حدثني عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن الحسين، قال:
حدثني حكيم بن جعفر، قال: قال لي [مسمع] [2] : لو رأيت الحسن لقلت قد بث عليه حزن الخلائق من طول تلك الدمعة وكثرة ذلك التشنج. [3] أخبرنا عبد الوهاب الأنماطي، قَالَ: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار، قال:
أخبرنا الحسين بْن عَليّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عثمان، قَالَ: حدثنا علي بن محمد الْمَصْريّ، قَالَ: حدثنا أحمد بن واضح، قال: حدثنا سعيد بن أسد، قال: حدثنا ضمرة، عن حفص بن عمر، قال:
بكى الحسن، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أخاف أن يطرحني غدا في النار ولا يبالي.
أخبرنا عَبْد اللَّه بْن علي المقري، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن محمد العلاف، قال:
أخبرنا عبد الملك بن بشران، قال: أخبرنا أبو بكر الآجري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد، قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: حدّثنا أبو عبيد الباجي، أنه سمع الحسن بن أبي الحسين يقول:
حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور، وأقذعوا هذه الأنفس فإنها طلعة، وإنها تنزع إلى شر غاية، وإنكم إن تقاربوها لم يبق لكم من أعمالكم شيء، فتصبروا وتشددوا فإنما هي ليال تعدو، وإنما أنتم ركب وقوف، يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب فلا يلتفت فانقلبوا بصالح ما بحضرتكم، إن هذا الحق أجهد الناس وحال بينهم وبين شهواتهم، وإنما صبر على هذا الحق من عرف فضله ورجا عاقبته.
أخبرنا علي بن عبيد اللَّه، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، قال: أخبرنا عيسى بن علي، قال: حدثنا البغوي، قال: حدثنا نعيم بن الهيضم، قال: حدثنا خلف بن تميم، عن أبي همام الكلاعي، عن الحسن:
أنه مر ببعض القراء على أبواب بعض السلاطين، فقال: أفرختم حمائمكم، وفرطحتم بغالكم، وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم فزهدوا فيكم، أما أنكم لو جلستم في بيوتكم حتى يكونوا هم الذين يتوسلون [1] إليكم لكان أعظم لكم في أعينهم، تفرقوا فرق الله بين أعضائكم.
عاصر الحسن خلقا كثيرا من الصحابة، فأرسل الحديث عن بعضهم، وسمع من بعضهم، وقد جمعنا مسانيده وأخباره في كتاب كبير، فلم أر التطويل هاهنا.
توفي عشية الخميس، ودفن يوم الجمعة أول يوم من رجب هذه السنة، وغسله أيوب السختياني وحميد الطويل، وصلى عليه النضر بن عمرو أمير البصرة، ومشى هو وبلال بن أبي بردة أمام الجنازة، وكان له تسع وثمانون سنة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید