المنشورات

محمد بن سيرين، أبو بكر البصري، مولى أنس بن مالك

سمع أبا هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعمران بن حصين، وأنس بن مالك. وهو أروى الناس عن شريح وعبيدة. روى عنه قتادة وخالد الحذاء، وأيوب السختياني، وغيرهم. وكان فقيها ورعا.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال:
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى المكي، قال: حدثنا محمد بن القاسم أبو العيناء، قال:
حدثنا ابن عائشة، قال [3] :
كان أبو محمد بن سيرين من أهل جرجرايا، وكان يعمل قدور النحاس، فجاء إلى عين التمر يعمل بها فسباه خالد بن الوليد.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قال: أخبرنا أحمد بن علي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا [4] أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن سفيان، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
هَذِهِ مُكَاتَبَةُ سِيرِينَ عِنْدَنَا: هَذَا مَا كَاتَبَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَتَاهُ سِيرِينَ عَلَى كَذَا وَكَذَا أَلْفًا، وَعَلَى غُلامَيْنِ يَعْمَلانِ عَمَلَهُ.
قال علماء السير: كان خالد بن الوليد قد بعث بسيرين إلى عمر عند مصيره إلى العراق، فوهبه لأبي طلحة الأنصاري فوهبه أبو طلحة لأنس بن مالك، فكاتبه أنس على أربعين ألفا أداها.
وولد له محمد، وأنس، ومعبد، ويحيى، وحفصة، وأم محمد صفية مولاة أبي بكر الصديق، حضر أملاكها ثمانية عشر بدريا منهم أبي بن كعب، فكان يدعو وهم يؤمنون. وولد محمد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان بن عفان. وولد له ثلاثون ولدا من امرأة واحدة. وقد لقي محمد بن عمر، وعمران بن حصين، وأبا هريرة. وكان ورعا في الفقه فقيها في الورع.
وركبه دين فحبس لأجله، واختلفوا في سبب ذلك الدين، فقال ابن سعد: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري عن سبب الدين، فقال: اشترى طعاما بأربعين ألف درهم فأخبر عن أصل الطعام بشيء كرهه، فتركه وتصدق به وبقي المال عليه فحبس.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أَحْمَد بْن عَلِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِي بْن أبي علي المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن العباس الخزاز، قَالَ: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثنا أحمد بن عبيد، قال: أخبرنا المدائني، قال [1] :
كان حبس ابن سيرين في الدين أنه اشترى زيتا بأربعة آلاف درهم، فوجد في زق منه فأرة، فقال: الفأرة كانت في المعصرة، فصب الزيت كله. وكان يقول: عيرت رجلا بشيء منذ ثلاثين سنة أحسبني عوقبت به. وكانوا يرون أنه عير رجلا بالفقر فابتلي به.
عن بشر بن عمر، قال: حدثتنا أم عباد امرأة هشام بن حسان، قالت: قال ابن سيرين [2] :
إني لم أر امرأة في المنام فأعرف أنها لا تحل لي فأصرف بصري عنها.
وأخبرنا عبد الرحمن القزاز بإسناده عن أبي عوانة، قالت: رأيت محمد بن سيرين مر في السوق فجعل لا يمر بقوم إلا سبحوا وذكروا الله تعالى [1] .
أخبرنا محمد بن ناصر بإسناده عن عبد الله ابن أخت ابن سيرين: أنه كان مع محمد بن سيرين لما وفد إلى ابن هبيرة، فلما قدم عليه قال: السلام عليكم، قال:
وكان متكئا فجلس فقال: كيف خلفت من وراءك؟ قال: خلفت الظلم فيهم فاشيا، قال:
فهم به فقال له أبو الزناد: أصلح الله الأمير إنه شيخ، فما زال به حتى سكن، فلما أجازهم [2] أتاه إياس بن معاوية بجائزة، فأبى أن يقبلها، فقال: أترد عطية الأمير، قال:
أتتصدق علي فقد أغناني الله، أو تعطيني على العلم أجرا، فلا آخذ على العلم أجرا.
قال علماء السير: رأى محمد بن سيرين كأن الجوزاء تقدمت الثريا، فأخذ في وصيته وقال: يموت الحسن وأموت بعده، وهو أشرف مني. فتوفي الحسن، ومات بعده محمد بمائة يوم.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد،. قال: أخبرنا أحمد بن علي، قال: أخبرنا أبو سعيد الصيرفي، قال: أخبرنا أبو العباس الأصم، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ:
حدثني أبي، قال: حدثنا خالد بن خداش، قال: قال حماد بن زيد:
مات محمد لتسع مضين من شوال سنة عشر ومائة.






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید