المنشورات

وهب بن منبه

من الأبناء، أبناء الفرس الذين أبعدهم كسرى إلى اليمن. أسند عن جابر، والنعمان بن بشير، وابن عباس. وأرسل الرواية عن معاذ، وأبي هريرة. وكان عالما عابدا. وقال: قرأت من كتب الله عز وجل اثنين وتسعين كتابا. ومكث يصلي الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة.
أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق، قال: حدثنا محمد بن مرزوق، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرنا علي بن محمد المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن محمد القرشي، قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، قال: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، عن الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن وهب بن منبه، قال:
الإيمان عريان ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله الفقه.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن أحمد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو محمد بن أبي عثمان، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قال: أخبرنا أبو الحسين بن المنادي، قال: حدثني الحسن بن الحباب، قال: أخبرنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثنا عبد الصمد بن معقل، قال: إن وهب بن منبه قال في موعظة له:
يا ابن آدم، إنه لا أقوى من خالق ولا أضعف من مخلوق، ولا أقدر مِمَّن طلبته فِي يده، ولا أضعف ممن هو في يد طالبه. يا ابن آدم، إنه قد ذهب منك ما لا يرجع إليك، وأقام معك ما سيذهب عنك، يا ابن آدم، أقصر عن تناول ما لا ينال، وعن طلب ما لا يدرك، وعن ابتغاء ما لا يوجد، واقطع الرجاء منك عما فقدت من الأشياء. واعلم أنه رب مطلوب هو شر لطالبه. يا ابن آدم إنما الصبر عند المصيبة، وأعظم من المصيبة سوء الخلف منها، أمس شاهد مقبول، وأمين مؤد، وحكيم وارد، قد فجعك بنفسه وخلف في يديك حكمته، واليوم صديق مودع، وكان طويل الغيبة وهو سريع الظعن، وقد مضى قبله شاهد عدل. يا ابن آدم، قد مضت لنا أصول نحن فروعها، فما بقي الفرع بعد أصله. يا ابن آدم، إنما أهل هذه الدار سفر ولا يحلون عقد الرجال إلا في غيرها، وإنما يتبلغون بالعواري، فما أحسن الشكر للمنعم، والتسليم للمغير. إنما البقاء بعد الفناء وقد خلقنا ولم نكن، وسنبلى ثم نعود، ألا وإنما العواري اليوم والهبات غدا، ألا وإنه قد تقارب منا سلب فاحش أو عطاء جزيل، فأصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه، إنما أنتم في هذه الدار عرض فيكم المنايا تنتضل، وإن الذي فيه أنتم نهب للمصائب، لا تتناولون نعمة إلا بفراق أخرى، ولا يستقبل معمر منكم يوما من عمره إلا بهدم آخر من آجله، ولا يحيى له أثر إلا مات له أثر.
أخبرنا محمد بن أبي القاسم، قال: أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قال: أخبرنا محمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن قتيبة، قال:
حدثنا نوح بن حبيب قال: حدثنا منير مولى الفضل بن أبي عياش [1] ، قال:
كنت جالسا مع ابن منبه، فأتاه رجل، فقال: إني مررت بفلان وهو يشتمك فغضب وقال: ما وجد الشيطان رسولا غيرك، فما برحت من عنده حتى جاءه ذلك الشاتم فسلم على وهب فرد عليه ومد يده وصافحه وأجلسه إلى جنبه.
توفي بصنعاء في هذه السنة. وقيل: سنة أربع عشرة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید