المنشورات

هشام بن عبد الملك بن مروان:

مرض بالذبحة، قال سالم أبو العلاء: خرج علينا هشام يوما وهو كئيب، فسألته عن حاله، فقال: لا أغتم وقد زعم أهل العلم أني ميت إلى ثلاث وثلاثين يوما. قال:
فلما استكمل الأيام إذا خادم يدق الباب يقول: أجب أمير المؤمنين واحمل معك دواء الذبحة، وقد كان أخذه مرة فعولج به فأفاق، فخرجت ومعي الدواء فتغرغر به فازداد الوجع شدة ثم سكن، فانصرفت إلى أهلي فما كان إلا ساعة حتى سمعت الصراخ، فقالوا: مات. فأغلق الخزان الأبواب، فطلبوا له قمقما يسخن فيه الماء فما وجدوه حتى استعاروه من بعض الخزان.
قال علماء السير: لما رأى هشام أولاده حوله يبكون في مرضه، قال: جاد لكم هشام بالدنيا وجدتم عليه بالبكاء، وترك لكم ما جمع وتركتم عليه ما اكتسب، ما أعظم منقلب هشام إن لم يغفر الله له.
وكان قد خلف سبعمائة ضيعة وكان له الهني والمري [2] بالرقة، وكانا يرفعان عشرة آلاف ألف، وهو الذي احتفر الهني.
ووحد له اثنا عشر ألف قميص ولم يوجد له إلا أربعة أرؤس من الدواب، ونعلان [3] وبضعة عشر خادما.
قال أبو معشر: كانت وفاته لست ليال خلون من ربيع الآخر. وكانت خلافته تسع عشرة سنة وثمانية أشهر ونصف.
وقال المدائني وابن [الكلبي] [4] : وسبعة أشهر وأحد عشر يوما.
واختلفوا في مبلغ سنه، فقال هشام بن محمد: كان له خمس وخمسون سنة.
وقال الواقدي: أربع وخمسون، وقال غيره: اثنتان وخمسون.
وكانت وفاته بالرصافة وبها قبره، وصلى [عليه] [4] ابنه مسلمة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید