المنشورات

منصور بن المعتمر، أبو عتاب، السلمي

أسند عن أنس وعن جماعة من كبار التابعين، وكان من العلماء المتعبدين الثقات. صام أربعين سنة وتمامها، وكان محروما كأنه قد أصيب بمصيبة، وبكى حتى عمش.
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك، ويحيى بن علي، قالا: أخبرنا عبد الله بن محمد الصريفيني، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن عبدان، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن إِسْمَاعِيل، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الأزدي، قال: حدثنا خلف بن تميم، عن زائدة بن قدامة، قال:
صام منصور بن المعتمر أربعين سنة قام ليلها وصام نهارها، وكان يبكي الليل [3] ، فتقول له أمه: يا بني، قتلت قتيلا؟ فيقول: أنا أعلم ما صنعت بنفسي، فإذا أصبح كحل عينيه ودهن رأسه وبرق شفتيه وخرج إلى الناس فأخذه ذات يوم يوسف بن عمر عامل الكوفة يريده على القضاء، فامتنع، قال: فدخلت عليه وقد جيء بالقيد ليقيد، قال: فجاءه خصمان، فقعدا بين يديه فلم يسألهما ولم يكلمهما، فقيل ليوسف بن عمر: إنك لو نثرت لحمه لم يل لك قضاء، فخلى عنه وتركه.
أخبرنا ابن ناصر بإسناد له عن العلاء [4] بن سالم العبدي، قال: كان منصور يصلي في سطحه [5] ، فلما مات قال غلام لأمه: يا أماه الجذع الذي كان في آل فلان ليس أراه، قالت: يا بني ليس ذلك جذع، ذلك منصور، وقد مات.
أخبرنا ابن منصور، قال: أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الأصفهاني، قال: حدثنا أبو محمد بن حيان، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال:
حدثنا أزهر بن جميل، قال: حدّثنا ابن عيينة، قال:
رأيت منصور بن المعتمر في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: كدت أن ألقى الله بعمل نبي.
قال سفيان: إن منصورا صام ستين سنة يقوم ليلها ويصوم نهارها.






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید