المنشورات

خروج الراوندية

وهم قوم من أَهْل خراسان كانوا على رأي أبي مسلم، إلا أنهم يقولون بتناسخ الأرواح، ويدعون أن روح آدم عليه السلام فِي عثمان بْن نهيك، وأن ربهم الَّذِي يطعمهم ويسقيهم هو أبو جعفر المنصور، وأن الهيثم بْن معاوية جبرائيل.
14/ أوهؤلاء طائفة من/ الباطنية يسمون السبعية [2] يقولون: الأرضون [3] سبع، والسموات سبع، والأسبوع سبعة، يدل [4] على أن دور الأئمة يتم بسبعة. فعدوا:
الْعَبَّاس، ثم ابنه عبد الله، ثم ابنه علي، ثُمَّ مُحَمَّد بْن عَلِيّ، ثُمَّ إِبْرَاهِيم، ثم السفاح،ثُمَّ المنصور، فقالوا: هو السابع. وكانوا يطوفون حول قصر المنصور ويقولون: هَذَا قصر ربْنا.
فأرسل المنصور فحبس منهم مائتين- وكانوا ستمائة- فغضب أصحابهم الباقون ودخلوا السجن، فأخرجوهم وقصدوا نحو المنصور، فتنادى الناس، وغلقت أبواب المدينة، وخرج المنصور ماشيا ولم يكن عنده دابة، فمن ذلك الوقت ارتبط فرسا، فسمى: فرس النوبة، يكون معه فِي قصره- فأتي بدابة فركبها، وجاء معن بْن زائدة فرمى بْنفسه وقال: أنشدك الله يا أمير المؤمنين إلا رجعت، فإني أخاف عَلَيْك. فلم يقبل وخرج، فاجتمع إِلَيْهِ الناس، وجاء عثمان بْن نهيك فكلمهم، فرموه بْنشابة وكانت سبب هلاكه، ثُمَّ حمل الناس عليهم فقتلوهم، وَكَانَ ذلك فِي المدينة الهاشمية بالكوفة فِي سنة إحدى وأربعين [1] .
وقد زعم بعضهم أن ذلك كَانَ فِي سنة ست وأربعين أو سبع وأربعين ومائة.
وفي هذه السنة: وجه أَبُو جعفر المنصور ابْنه محمدا- وَهُوَ ولي عهده يومئذ- إِلَى خراسان في الجنود، وأمره بْنزول الري، ففعل [2] .





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید