المنشورات

سليمان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن عباس

أمه أم ولد، ولي الإمارة بالبصرة وغيرها، ولاه المنصور.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر الدموي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الغنائم عَبْد الصمد بْن المأمون قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن الحسن المأمون قَالَ: حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال:
حدثنا مُحَمَّد بْن مجيب المازني قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: لما قدم سليمان بْن عَلِيّ البصرة واليا عَلَيْهَا قيل لَهُ: إن بالمربد رجلا من بْني سعد [مجنونا] [2] سريع الجواب، لا يتكلم إلا بالشعر. فأرسل إليه سليمان بْن عَلِيّ قهرمانا لَهُ، فَقَالَ لَهُ: أجب الأمير. فامتنع عليه، فجره وزبره وخرق ثوبه، وَكَانَ المجنون يعمل على ناقة لَهُ، فاستاق القهرمان الناقة، وأتى بهما سليمان بْن عَلِيّ، فلما وقف بين يديه قَالَ لَهُ سليمان: حياك اللَّه يا أخا بْني سعد. فَقَالَ:
حياك رب الناس من أمير ... يا فاضل الأصل عظيم الخير
إني أتاني الفاسق الجلواز ... والقلب قَدْ طار به اهتزاز
فَقَالَ سليمان: إنما بعثته إليك ليشتري ناقتك. فَقَالَ:
مَا قَالَ شيئا فِي شراء الناقة ... وقد أتى بالجهل والحماقة
18/ أ/ فَقَالَ: مَا أتى؟ فَقَالَ:
خرق سربالي وشق بردتي ... وَكَانَ وجهي فِي الملا وزينتي
فَقَالَ: نخلف عَلَيْك، أفتعزم على بيع الناقة. فَقَالَ:
أبيعها من بعد مال أوكس ... والبيع فِي بعض الأوان أكيس
قَالَ: كم شراؤها عَلَيْك؟ فَقَالَ:
شراؤها عشر ببطن مكة ... من الدنانير القيام السكة
ولا أبيع الدهر أو أزاد ... إني لربح في الشرا معتاد
قَالَ: فبكم تبيعها؟ فَقَالَ:
خذها بعشر وبخمس وازنه ... فإنها ناقة صدق مازنة
فَقَالَ: تحطنا وتحسن. فَقَالَ:
تبارك اللَّه العلي العالي ... تسألني الحط وأنت الوالي
قَالَ: فنأخذها ولا نعطيك شيئا. فَقَالَ:
فأين ربي ذو الجلال الأفضل ... إن أنت لم تخش الإله فافعل
فَقَالَ: كم نزن لك فِيهَا؟ فَقَالَ:
والله مَا ينعشني مَا تعطي ... ولا يداني الفقر مني خطي
خذها بما أحببت يا ابْن عباس ... يا ابْن الكرام من قريش والراس
فأمر لَهُ سليمان بألف درهم وعشرة أثواب، فَقَالَ:
إني رمتني نحوك العجاج ... ولي عيال معدم محتاج
طاوي المطي ضيق المعيش ... فأنبت اللَّه لديك ريشي
شرفتني [1] منك بألف فاخره ... شرفك اللَّه بها فِي الآخره
وكسوة طاهرة حسان ... كساك ربي حلل الجنان
فَقَالَ سليمان/ بْن علي: من يقول هَذَا مجنون!؟ مَا كلمت أعرابيا قط أعقل منه. 18/ ب تُوُفِّيَ سليمان بالبصرة في هذه السنة، وَهُوَ ابْن تسع وخمسين، وصلى عليه أخوه عَبْد الصمد بْن عَلِيّ.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید