المنشورات

عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أبي طالب رضي الله عنهم، أبو محمد

من أهله المدينة، كانت لَهُ منزلة من عُمَر بْن عَبْد العزيز فِي خلافته، وفد مَعَ جماعة من الطالبيين إِلَى السفاح وَهُوَ بالأنبار، فوهب لَهُ ألف ألف درهم. ثُمَّ عاد إِلَى المدينة، فلما ولي المنصور حبسه بالمدينة لأجل ابْنيه مُحَمَّد وإبراهيم، فبقي مدة طويلة، ثُمَّ نقله إِلَى الكوفة، فحبسه بها إِلَى أن مات فِي الحبس يوم الأضحى من هَذِهِ السنة، وَهُوَ ابْن ست وأربعين سنة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن أبي بكر قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن يحيى العلويّ قال: حدّثنا جدي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن بْن عَلِيّ الباهلي قَالَ: سمعت مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه يَقُول: جعل أَبُو الْعَبَّاس أمير المؤمنين يطوف [فِي] [1] بْنيانه بالأنبار، ومعه عَبْد اللَّه بْن الحسن، فجعل يريه البناء ويطوف به فِيهِ، فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وأنشده:
ألم تر حوشبا أمسى [2] يبْني ... بيوتا نفعها لبْني بقيله
يؤمل أن يعمر عُمَر نوح ... وأمر اللَّه يحدث كل ليله
فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: مَا أردت بهذا. قَالَ: أردت أن أزهدك فِي هَذَا [3] .
وقد روي من طريق أخرى أنه لما أنشد البيتين انتبه فَقَالَ: أقلني. فَقَالَ: لا أقالني 45/ أ/ اللَّه إن بت فِي عسكري فأخرجه إِلَى المدينة.
وبقيلة أم ولد للحسين بْن عَلِيّ، جاءت منه بالقاسم وأبي بكر وعَبْد اللَّه، وقتلوا مَعَ الحسين رضي اللَّه عنه.
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر بْن ثابت قَالَ: أخبرنا علي بن المحسن التنوخي قَالَ: وجدت فِي كتاب جدي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أبي الفهم قَالَ:
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن أبي العلاء المعروف بحرقي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يعقوب إسحاق بْن مُحَمَّد بْن أبان قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو معقل- وَهُوَ ابْن إِبْرَاهِيم بْن داجة- قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أخذ أَبُو جَعْفَر أمير المؤمنين عَبْد اللَّه بْن حسن بْن حسن فقيده وحبسه فِي داره، فلما أراد أَبُو جَعْفَر الخروج إِلَى الحج جلست لَهُ ابْنة لعَبْد اللَّه بْن حسن يقال لها:
فاطمة، فلما مر بها أنشأت تقول:
ارحم كبيرا سنه متهدما ... فِي السجن بين سلاسل وقيود
وارحم صغار بْني يزيد إنهم ... يتموا لفقدك لا لفقد يزيد
إن جدت بالرحم القريبة بيننا ... مَا جدنا من جدكم ببعيد
فَقَالَ أَبُو جَعْفَر: أذكرتنيه، ثُمَّ أمر به فحدر إِلَى المطبق، فكان آخر العهد به [1] .






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید