المنشورات

عَمْرو بْن قيس، أَبُو عَبْد اللَّه الملائي

سمع عكرمة مولى ابْن عباس، وأبا إسحاق السبيعي، وعطاء، وعمر بن المنكدر.
روى عنه الثوري، وَكَانَ يثني عليه، ويجلس بين يديه ينظر إِلَيْهِ لا يكاد يصرف بصره عنه، يتأدب برويته. وَكَانَ ثقة صالحا يقال: إنه من الأبدال.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الوراق قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن بكر الأندلسي قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه العجلي قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، عَنْ أبيه عَبْد اللَّه قَالَ: جاءت امرأة إِلَى عَمْرو بْن قيس بثوب فقالت: يا أبا عَبْد اللَّه، اشتر هَذَا الثوب، واعلم أن غزله ضعيف. قَالَ: فكان إذا جاءه إنسان فعرضه عليه قَالَ: إن صاحبته أخبرتني أنه كان في غزله ضعف. / حتى جاءه رجل 48/ أفاشتراه، وَقَالَ: قَدْ أبرأناك منه [1] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقاني قَالَ: سمعت عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الأنبذوني يَقُول: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عامر الدمشقيّ قال:
أخبرنا أحمد بْن أبي الحواري قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بْن خلف قَالَ: أقام عَمْرو بْن قيس عشرين سنة صائما مَا يعلم به أهله، يأخذ غداه ويغدو إِلَى الحانوت، فيتصدق بغدائه ويصوم وأهله لا يدرون. قال: وَكَانَ إذا حضرته الرقة يحول وجهه إِلَى الحائط ويقول:
هَذَا الزكام. وإذا نظر إِلَى أهل السوق قال: ما أغفل هؤلاء عما أعدّ لهم.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أخبرنا أَحْمَد بْن عَلِي قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِي بْن مُحَمَّد المعدل قالَ: أَخْبَرَنَا الحسين بْن صفوان قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أبي الدنيا قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين قَالَ: حَدَّثَنَا حفص بْن غياث قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: لما احتضر عَمْرو بْن قيس الملائي بكى. فَقَالَ أصحابه: علام تبكي من الدنيا؟ فو الله لقد كنت منغص العيش أيام حياتك. فَقَالَ: والله ما أبكي على الدنيا، إنما أبكي خوفا أن أحرم خير الآخرة [2] .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَد الحداد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: حدثنا عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أبي علي قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن كزال قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن بشير قَالَ: حَدَّثَنَا المحاربي قَالَ: قَالَ لي سفيان: عَمْرو بْن قيس هو الَّذِي أدبْني، علمني قراءة القرآن، وعلمني الفرائض، فكنت أطلبه فِي سوقه، فإن لم أجده فِي سوقه وجدته فِي بيته، إما يصلي وإما يقرأ القرآن فِي المصحف، كأنه يبادر أمورا تفوته، فإن لم أجده فِي بيته، وجدته فِي بعض مساجد الكوفة فِي زاوية من زوايا المسجد كأنه سارق قاعد يبكي، فإن لم أجده وجدته فِي المقبرة قاعدا ينوح على نفسه. فلما مات أغلق أهل الكوفة أبوابهم وخرجوا بجنازته، فلما أخرجوه إِلَى الجبانة وبرزوا بسريره- وَكَانَ أوصى أن يصلي عليه أبو حيان 48/ ب التيمي- فلما تقدم أَبُو حيان/ وكبروا سمعوا صائحا يصيح: قَدْ جاء المحسن، قَدْ جاء المحسن عَمْرو بْن قيس. وإذا البرية مملوءة من طير أبيض لم ير على خلقتها وحسنها، فجعل الناس يعجبون من حسنها وكثرتها. قَالَ أَبُو حيان: من أي شيء تعجبون؟ هَذِهِ ملائكة جاءت فشهدت عمرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بْن الْحَسَن الطبري قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الْمُقْرِئ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مخلد قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس عيسى بْن إسحاق السائح قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خالد- هو الأحمر- قَالَ: لما مات عَمْرو بْن قيس رأوا الصحراء مملوءة رجالا عليهم ثياب بيض، فلما صلي عليه ودفن لم يروا في الصحراء أحدا، فبلغ ذلك لأبي جَعْفَر فَقَالَ لابْن شبرمة، وابْن أبي ليلى: مَا منعكما أن تذكرا هذا الرجل لي فقالا: كَانَ يسألنا أن لا نذكره لك [1] .
اختلفوا أين تُوُفِّيَ، فقيل: بالكوفة، وقيل: بسجستان. وقيل: بالشام. وقيل:
ببغداد. والأول أليق.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید