المنشورات

ضرب مالك بْن أنس.

أَنْبَأَنَا زاهر بْن طاهر قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن الحسين البيهقي قال: سمعت أبا أحمد 51/ ب ابن أبي الْحَسَن يَقُول: سمعت/ أبا عوانة يَقُول: سمعت أبا يوسف الفارسي يَقُول:
سمعت مكي بْن إِبْرَاهِيم يَقُول: ضرب مالك بْن أنس رضي اللَّه عنه فِي سنة سبع وأربعين ومائة. ضربه سليمان بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن عباس سبعين سوطا.
قَالَ مؤلف الكتاب رحمه اللَّه [1] : والسبب فِي ضربه أنهم سألوه عَنْ مبايعة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حسن بْن حسن وقالوا لَهُ: إن فِي أعناقنا بيعة أبي جَعْفَر. فَقَالَ:
إنما بايعتم مكرهين، وليس على مكره يمين، فأسرع الناس إِلَى مُحَمَّد. فلذلك ضرب.
وفي هذه السنة: حج بالناس المنصور، وقبض عَلَى جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بالمدينة.
أَخْبَرَنَا عَبْد الوهاب بن المبارك قال: أخبرنا أبو الحسين بن عَبْد الْجَبَّارِ قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عُمَر القزويني قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن شاذان قال: حدثنا القاسم بن داود الكاتب قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بْن عبيد القرشي قَالَ: حَدَّثَنِي عيسى بْن حرب والمغيرة بْن محمد قالا: حَدَّثَنَا عَبْد الأَعْلَى بْن حماد قَالَ: حَدَّثَنِي الحسين بْن الفضل بْن الربيع قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن الفضل بْن الربيع- ولم يحفظ الدعاء وبعضه عَنْ غيره- قَالَ: حج أَبُو جَعْفَر سنة سبع وأربعين ومائة، فقدم المدينة فَقَالَ: ابعث إِلَى جَعْفَر بْن مُحَمَّد من يأتينا به [2] متعبا، قتلني اللَّه إن لم أقتله. فتغافل عنه الربيع لينساه، ثُمَّ أعاد ذكره للربيع وقال: ابعث إليه من يأتي به متعبا. فتغافل عنه، ثُمَّ أرسل إِلَى الربيع برسالة قبيحة فِي جَعْفَر وأمره أن يبعث إِلَيْهِ ففعل. فلما أتاه فَقَالَ: أبا عَبْد اللَّه، اذكر اللَّه، فإنه قَدْ أرسل إليك التي لا سوى لها [3] . قَالَ جَعْفَر: لا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم. ثُمَّ أعلم أبا جَعْفَر حضوره، فلما دخل أوعده وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه:
اتخذك أَهْل العراق إماما يجبون إليك زكاة أموالهم، وتلحد فِي سلطاني وتبغيه الغوائل، قتلني اللَّه إن لم أقتلك. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إن سليمان عليه السلام/ أعطي فشكر، وإن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وأنت من ذلك الشيخ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَر: إلي وعندي أبا عبد الله البريء الساحة، السليم الناحية، القليل الغائلة، جزاك اللَّه من ذي رحم أفضل مَا جزى ذوي الأرحام عَنْ أرحامهم. ثم تناول يده فأجلسه معه عَلَى فرشه، ثُمَّ قَالَ: علي بالمحفة. فأتى بدهن فِيهِ غالية فعلقه بيده حتى خلت لحيته قاطرة، ثُمّ قَالَ: فِي حفظ اللَّه وكلاءته. ثُمَّ قَالَ: يا ربيع، ألحق أبا عَبْد اللَّه جائزته وكسوته، انصرف أبا عَبْد اللَّه فِي حفظ اللَّه وفي كنفه. فانصرف، ولحقته فقلت له: إني رأيت قبل ذلك مَا لم تره، ورأيت بعد ذلك مَا قَدْ رأيت، فما قلت يا أبا عبد الرحمن حين دخلت. قال: قلت: اللَّهمّ احرسني بعينك الَّتِي لا تنام، واكنفني ببركتك التي لا ترام، وارحمني بقدرتك علي، فلا أهلك وأنت رجائي، اللَّهمّ إنك أكبر وأجل مما أخاف وأحذر، اللَّهمّ بك أدفع في نحره، وأستعيذك من شره.
وَكَانَ عامل المنصور في هذه السنة عَلَى مكة والطائف عمه عبد الصمد بن علي، وعلى المدينة جَعْفَر بْن سليمان، وعلى الكوفة وأرضها مُحَمَّد بن سليمان، وعلى البصرة عقبة بن سالم، وعلى قضائها سوار بْن عَبْد اللَّه، وعلى مصر يزيد بْن حاتم [1] .





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید