المنشورات

شعبة بْن الحجاج بْن الورد، أَبُو بسطام العتكي مولاهم، واسطي الأصل بصري الدار

ولد بواسط سنة ثلاث ومائتين، ونشأ بها، وانتقل إِلَى البصرة، ورأى الحسن، وابن سيرين، وسمع قتادة، ويونس بْن عبيد، وأيوب السجستاني، وخالد الحذاء، وعبد الملك بن عمير، وأبا إسحاق/ السبيعي، وطلحة بن مصرف، ومنصور بن 110/ ب المعتمر، والأعمش وغيرهم.
وقد روى عنه: أيوب، والأعمش، وابن عيينة، وابن المهدي، وكان أكبر من سفيان الثوري بعشر سنين، وكان عالما حافظا للحديث صدوقا زاهدا متعبدا، عارفا بالشعر.
قَالَ الأصمعي: لم نر أحدا أعلم بالشعر من شعبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو القاسم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد السراج قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن القاسم الضبعي قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرو الخفاف قَالَ: حَدَّثَنَا الدوري قَالَ: حَدَّثَنَا قرار أَبُو نوح قَالَ: رأى علي شعبة قميصا فَقَالَ: بكم أخذت هَذَا؟ قلت: بثمانية دراهم. قَالَ: ويحك، أما تتقي اللَّه تلبس قميصا بثمانية دراهم [1] ؟ ألا اشتريت قميصا بأربعة دراهم، وتصدقت بأربعة [2] .
قَالَ الضبعي: وحدثنا أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحيري قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قَالَ:
سمعت مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة وسليمان بْن حرب إِلَى جنبه يَقُول: خرج الليث بْن سعد يوما فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه وما كَانَ عليه ثمانية عشر ألف درهم إِلَى عشرين ألفا، فَقَالَ سليمان بن حرب: خرج شعبة يوما فقوموا حماره وسرجه ولجامه بثمانية عشر درهما إِلَى عشرين درهما [3] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني الأزهري قال: حدثنا محمد بن الْعَبَّاس قَالَ: حَدَّثَنَا [أَبُو عَبْد اللَّه بْن مغلس] قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ الفلاس قَالَ: سمعت أبا بحر البكراوي يَقُول: مَا رأيت أعبد للَّه من شعبة، لقد عَبْد اللَّه حَتَّى جف جلده عَلَى عظمه ليس بينهما لحم [4] .
قَالَ مؤلف الكتاب [5] : كَانَ شعبة متشاغلا بالعلم، لا يكسب شيئا من الدنيا، وَكَانَ لَهُ إخوة يقومون بأموره، فاشترى أحد أخوته طعاما من السلطان فخسر فِيهِ، فقدم شعبة على المهدي في ذلك فعابه بالدخول عليهم سفيان الثوري، فَقَالَ شعبة: هو لم يحبس أخوه.
11/ أأخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت/ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلي بْن مخلد قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بْن محمد بْن عمران قال: أخبرنا محمد بن يحيى الصولي قَالَ: حَدَّثَنَا المبرد قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن الفرج الرياشي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عاصم قَالَ: اشترى أخ لشعبة من طعام السلطان فخسر هو وشركاؤه، فحبس عَلَى [1] ستة آلاف دينار تخصه، فخرج شعبة إِلَى المهدي ليكلمه فِيهِ فلما دخل عليه قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أنشدني قَتَادَة وسماك بْن حرب لأمية بْن أبي الصلت:
أأذكر حاجتي أم قَدْ كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء
كريم لا يغيره صباح ... عَنِ الخلق الكريم ولا مساء
فأرضك أرض مكرمة بْنتها ... بْنو تيم وأنت لهم سماء
فَقَالَ: لا يا أبا بسطام، لا تذكرها، قَدْ عرفناها وقضيناها لك، ادفعوا إِلَيْهِ أخاه، ولا تلزموه شيئا [2] .
أَخْبَرَنَا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه المعدل قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ: سمعت بعض أصحابْنا يَقُول: وهب المهدي لشعبة ثلاثين ألف درهم فقسمها، وأقطعه ألف جريب بالبصرة، فقدم البصرة فلم يجد شيئا يطيب لَهُ فتركها ولم يرجع [3] .
تُوُفِّيَ شعبة بالبصرة فِي هذه السنة وَهُوَ ابْن سبع وسبعين سنة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید