المنشورات

شبيب بْن شيبة، أَبُو معمر الخطيب المنقري الْبَصْرِيّ

حدث عَنْ الْحَسَن، وعطاء بْن أبي رباح، وهشام بْن عُرْوَة.
روى عَنْ عيسى بْن يونس، والأصمعي، وغيرهما. وقدم بغداد فِي أيام المنصور فاتصل به ثم بالمهديّ من بعده وَكَانَ مقدما عندهما. وَقَالَ لَهُ المنصور/ عظني وأوجز 123/ ب فقال: يا أمير المؤمنين إن اللَّه لم يرض من نفسه بأن يجعل فوقك أحدا من خلقه، فلا ترضى لَهُ من نفسك بأن يكون عبدا لَهُ أشكر منك، فقال: والله لقد أوجزت.
وخرج من دار المهدي فقيل لَهُ: كيف تركت الناس فَقَالَ: تركت الداخل راجيا والخارج راضيا.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بكر بن ثابت قال: أخبرنا الجوهري قال:
أَخْبَرَنَا محمد بن عمران بن موسى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى قال: حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد، عَنْ موسى بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: كَانَ شبيب بن شيبة يصلي بنا الصبح يوما وقرأ السجدة وهَلْ أَتى 76: 1، ولما قضى الصلاة قام رجل فَقَالَ: لا جزاك اللَّه عني خيرا، فإنّي كنت غدوت لحاجة فلما أقمت الصلاة دخلت أصلي فأطلت الصلاة حَتَّى فاتتني حاجتي. قَالَ: وما حاجتك؟ قَالَ: قدمت من الثغر فِي شيء فِيهِ مصلحته، وكنت وعدت البكور إِلَى الخليفة لأتنجز ذلك قَالَ: فأنا أركب معك، فركب معه، ودخل عَلَى المهدي فأخبره الخبر وقص عليه القصة، قَالَ: فيريد ماذا؟ قَالَ: يقضي حاجته، فقضى حاجته وأمر لَهُ بثلاثين ألف درهم فدفعها إلى الرجل، ودفع إِلَيْهِ شبيب من ماله أربعة آلاف درهم، وَقَالَ لَهُ: [لم] [1] تضرك السورتان [2] .
قَالَ مؤلف الكتاب رحمه اللَّه: كَانَ شبيب بْن شيبة فصيحا ذا لسان، لكنه كَانَ يخطئ فِي العربية أحيانا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين المرزباني بإسناده عَنِ الْحَسَن بْن عَبْد الله بن سعيد العسكري قال: أخبرني أبي قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد بْن ذكوان، عَنِ الرياشي قَالَ: تُوُفِّيَ ابْن لبعض المهالبة فأتاه شبيب بْن شيبة المنقري يعزيه وعنده بكر بْن حبيب السهمي، فَقَالَ شبيب: بلغنا أن الطفل لا يزال محتبطا عَلَى باب الجنة يشفع لأبويه فَقَالَ بكر: إنما هو محتبطا بالطاء غير المعجمة [3] . فَقَالَ شبيل القول لي هَذَا وما بين لابتيها أفصح مني، فَقَالَ بكر: وهذا خطأ، تأتي ماء البصرة واللوب أهلك، غيرك قولهم: ما بين لابتي 124/ أالمدينة/ يريدون الحرة، قَالَ أَبُو أَحْمَد: الحرة أرض تركبها حجارة سود، وهي اللابة والجمع لابات، فإذا أكثرت فهي اللوب، وللمدينة لابتان من جانبيها، وليس للبصرة لابة ولا حرة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عبيد: المحتبطي بغير همز: المتعصب المستبطئ للشيء والمحتبطئ بالهمز: العظيم البطن المنتفخ.
وقد تكلم أصحاب الحديث فِي شبيب. سئل ابْن المبارك أنأخذ عَنْ شبيب؟
فَقَالَ: خذوا عنه، فإنه أشرف من أن يكذب.
وَقَالَ الساجي: هو صدوق يهم. وَقَالَ أَبُو علي صالح بْن مُحَمَّد. هو صالح الحديث.
فأما ابْن معين فَقَالَ: ليس بثقة. وَقَالَ أَبُو داود: ليس بشيء.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید