المنشورات

غزوة هارون بْن المهدي الصائفة من أرض الروم

وجهه أبوه فِي يوم السبت لإحدى [عشر] [1] ليلة بقيت من جمادى الآخرة غازيا إِلَى بلاد الروم، وضم إليه الربيع مولاه/ فأوغل هارون فِي بلاد الروم فلقيته خيول فقاتلها فانهزمت، وسار هارون في 125/ أخمسة وتسعين ألفا وسبعمائة وثلاثة وتسعين، وحمل من الفيء مائة ألف دينار وثلاثة وسبعين ألفا وأربع مائة وخمسين دينارا، ومن الورق أحد وعشرون ألف ألف وأربعمائة ألف وأربعة عشر ألف وثمانمائة درهم، وسار هارون حَتَّى بلغ خليج البحر الّذي على القسطنطينية، وصاحب الروم يومئذ امرأة أليون، وذلك أن زوجها هلك وابْنها صغير، [فكان] [2] فِي حجرها فجرت بينها وبين هارون رسل وسفراء فِي طلب الصلح والموادعة وإعطاء الفدية [3] . فقبل ذلك منها هارون، وشرط عليها الوفاء بما أعطت، وأن تقيم لَهُ الأدلاء والأسواق فِي طريقه، وذلك أنه دخل مدخلا ضيقا مخوفا عَلَى المسلمين، فأجابته إِلَى مَا سأل، والذي وقع عليه الصلح بينه وبينها سبعون ألف دينار تؤديها فِي نيسان فِي أول سنة، وفي كل سنة فِي حزيران، فقبل ذلك منها، وكتبوا كتاب الهدنة إِلَى ثلاث سنين، وسلمت الأسارى، فكان الَّذِي أفاء الله على هارون إلى أن أذعنت الروم بالجزية خمسة آلاف رأس وستمائة وثلاثة وأربعين رأسا، وقتل من الأساري ألفان
وسبعون أسيرا [صبرا] [1] ، وأفاء اللَّه عليه من الدواب الذلل بأدواتها عشرين ألفا، وذبح من البقر والغنم مائة ألف، وكانت المرتزقة سوى المطوعة وأهل الأسواق مائة ألف [2] .
وَفِيهَا: عزل خلف بْن عَبْد اللَّه عَنِ الري ووليها عيسى مولى جَعْفَر [3] .
وفي هذه السنة: تزوج الرشيد زبيدة بْنت جَعْفَر بْن المنصور وبْنى بها، وسقط ببغداد ثلج قام فِي الأرض نحو ذراعين [4] .
وَفِيهَا: حج بالناس صالح بْن أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وكانت عمال الأمصار في هذه 125/ ب السنة/ عمالها فِي السنة الماضية، غير أن العامل عَلَى أحداث البصرة والصلاة بأهلها كَانَ روح بن حاتم، وعلى كور دجلة، والبحرين، وعمان، وكسكر، وكور الأهواز، وفارس، وكرمان المعلى مولى أمير المؤمنين، وعلى السند الليث مولى المهدي أمير المؤمنين [5] .






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید