المنشورات

غوث بْن سليمان بْن زياد بْن ربيعة بْن نعيم، أَبُو يَحْيَى الحضرمي.

ولد سنة أربع وتسعين، وولي القضاء [بمصر] [3] ثلاث مرات فِي أيام المنصور والمهدي.
روى عنه: ابْن وهب، والواقدي، وآخر من حدث عنه بالعراق أَبُو الوليد الطيالسي.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ [4] قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم وأبو عمرو قالا: أخبرنا أبو عبيد اللَّه بْن منده- وَهُوَ والدهما- قَالَ: حَدَّثَنَا أبو سعيد بن يونس الحافظ قال: حدثني عاصم بن رازح قَالَ: حَدَّثَنَا بشير بْن عَبْد الْوَاحِدِ قَالَ: سمعت أبي يَقُول: سمعت غوث بْن سليمان يَقُول: بعث إلي أمير المؤمنين أَبُو جَعْفَر المنصور، فحملت إِلَيْهِ، فَقَالَ لي: يا غوث، إن صاحبتكم الحميرية خاصمتني إليك فِي شروطها، قلت، أفيرضى أمير المؤمنين أن يحكمني عليه قال: نعم، قلت: فالحكم لَهُ شروط فيحملها أمير المؤمنين قَالَ: نعم، قلت: يأمرها أمير المؤمنين أن توكل وكيلا ويشهد عَلَى وكالته خادمين خيرين يعدلهما أمير المؤمنين عَلَى نفسه ففعل، فوكلت خادما، وبعثت معه بكتاب صداقها وشهد الخادمان عَلَى توكيلها، فقلت لَهُ: تمت الوكالة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يساوي الخصم فِي مجلسه فليفعل، فانحط عن فرشه وجلس مع الخصم، فدفع إلى الوكيل كتاب الصداق فقرأته عليه، فقلت: أيقر أمير المؤمنين بما فيه؟
قَالَ: نعم، قلت: أرى فِي الكتاب شروطا مؤكدة بها تم النكاح بينكما أرأيت/ يَا أمير 135/ أ الْمُؤْمِنِينَ لو إنك خطبت إليها ولم تشرط لها هَذَا الشرط أكانت تزوجتك؟ قَالَ: لا، قلت: فبهذا الشرط تم النكاح، وأنت أحق من وفى لها بشرطها قَالَ: قَدْ علمت إذ أجلستني هذا المجلس أنك ستحكم علي قلت: أعظم جائزتي وأطلق سبيلي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: بل جائزتك عَلَى من قضيت لَهُ، وأمر لي بجائزة وخلعة، وأمرني أن أحكم بين أَهْل الكوفة فقلت: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ليس البلد بلدي، ولا معرفة لي بأهله.
قَالَ: لا بد من ذلك. قلت: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: فأنا أحكم بينهم فإذا أنا ناديت من لَهُ حاجة بخصومة ولم يأت أحد تأذن لي بالرجوع إِلَى بلدي؟ قَالَ: [نعم: قَالَ:] فجلست فحكمت [بينهم] [1] ، ثُمَّ انقطع الخصوم فناديت الخصوم [2] ، فلم يأت أحد، فرحلت من وقتي إِلَى مصر.
قَالَ أَبُو سَعِيد: وحدثنا عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن فرقد قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن الحكم قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بْن المسور أَبُو رجاء قَالَ: قدمت امرأة من الريف فِي محفة وغوث قاضي مصر إذ ذاك، فوافت غوث بْن سليمان عند السراجين رائحا إلى المسجد، فشكت إليه أمرها وأخبرته بحاجتها، فنزل عَنْ دابته فِي بعض حوانيت السراجين، ولم يبلغ المسجد، فكتب له بحاجتها [3] وركب إِلَى المسجد، فانصرفت المرأة وهي تقول: أصابت والله أمّك حين سمتك غوثا أنت والله غوث.
تُوُفِّيَ فِي جمادى الآخرة من هَذِهِ السنة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید