المنشورات

بيعة موسى الهادي

بويع لموسى الهادي يوم تُوُفِّيَ المهدي، وَكَانَ الهادي إذ ذاك بجرجان يحارب أَهْل طبرستان، فاجتمع الموالي والقواد عَلَى هارون، وقالوا: إن علم الجند بوفاته لم نأمن الشغب، والرأي أن تنادي فِي الجند بالقفول حَتَّى نواريه ببغداد، فقال هارون:
ادعوا إلي أبي يَحْيَى بْن خالد، وَكَانَ المهدي قَدْ ولى هارون المغرب كله من الأنبار إِلَى إفريقية، فأمر يَحْيَى بْن خَالِد أن يتولى ذلك، وَكَانَ يقوم بأعماله ودواوينه إِلَى أن تُوُفِّيَ، فلما جاء يَحْيَى قَالَ لَهُ هَارُون: يا أبت، مَا تقول فيما يَقُول عَمْرو بْن بزيع ونصير والمفضل [2] ؟ قَالَ: وما قالوا؟ فأخبره، قَالَ: مَا أرى ذلك، قَالَ: ولم؟ قَالَ: لأن هَذَا لا يخفى، ولا آمن إذا علم الجند أن يتعلّقوا بمحمله ويقولون: لا نخليه حَتَّى نعطى لثلاث سنين وأكثر، ويتحكّموا ويشتطّوا، ولكن أرى أن يوارى هاهنا، وتوجه نصيرا إِلَى أمير المؤمنين الهادي بالخاتم والقضيب والتعزية والتهنئة، فإن البريد لا ينكر أحد خروجه،وإسماعيل، وسليمان، وموسى ولد بعد موت أبيه، وكلهم لأمهات أولاد، وَكَانَ لَهُ ابْنتان: أم عِيسَى وكانت عند المأمون، وأم الْعَبَّاس [1] .






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید