المنشورات

جوهرة العابدة البراثية

نزلت مَعَ زوجها أبي عَبْد اللَّه البراثي، وكانت جارية لبعض الملوك فعتقت وتركت الدنيا، وتزوجت أبا عَبْد اللَّه، وتعبدت معه، وكانت تحرضه عَلَى العبادة، وتوقظه من الليل وتقول: يا أَبَا عَبْد اللَّه كاروان برفت، معناه: قَدْ سارت القافلة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أَحْمَد بْن عَلِيّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّه قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الوراق قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ قال: حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني قَالَ: حَدَّثَنَا حكيم بْن جَعْفَر قَالَ:
كنا نأتي أبا عَبْد اللَّه بْن أبي جَعْفَر الزاهد، وَكَانَ يسكن براثا، وكانت لَهُ امرأة متعبدة يُقَالُ لها جوهرة، وَكَانَ يجلس عَلَى جلة خوص بحرانية، وجوهرة جالسة حذاءه على جلة أخرى، فأتيناه يوما وَهُوَ جالس عَلَى الأرض ليست الجلة تحته، فقلنا له يا أبا عَبْد اللَّه، مَا فعلت الجلة الَّتِي كنت تقعد عَلَيْهَا؟ قَالَ: أرى جوهرة أيقظتني البارحة، فقالت: أليس يقال فِي الحديث «إن الأرض تقول لابْن آدم تجعل بيني وبينك سترا وأنت غدا فِي بطني» ؟ قَالَ: قلت: نعم، قالت: هَذِهِ الجلال لا حاجة لنا فِيهَا. فقمت والله فأخرجتها [1] .
وقد روينا عَنْ أبي شعيب الزاهد البراثي أن جارية من بنات الكبار من أبْناء الدنيا نظرت إِلَى زهده، فتزوجت به وتركت الدنيا وجرت لها معه مثل هَذِهِ القصة فِي فرش من خوص.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید