المنشورات

عيسى بْن يزيد بْن بكر بْن داب، أَبُو الوليد

أحد بْني الليث بْن بكر المديني، قدم بغداد وأقام بها، وحدث عَنْ صالح بْن كيسان، وهشام بْن عُرْوَة، وَكَانَ راوية عَنِ العرب، وافر الأدب، عالما بالنسب، حافظا للسير عارفا بأيام الناس، إلا أنهم قدحوا فيه، فقالوا: يزيد في الأحاديث ما ليس فيها، ونسبه خلف الأحمر إلى الكذب، ووضع الحديث.
أَخْبَرَنَا القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الخطيب قال: أخبرنا الأزهري قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة قَالَ: لم يتول الخلافة قبل الهادي بسنه أحد، لأنه كَانَ حدثا وَكَانَ يحب الأدب وأهله ويعطي عليه [3] .
وَكَانَ عيسى بْن داب يجالسه، وَكَانَ أكثر أَهْل الحجاز أدبا، وأعذبهم ألفاظا، وَكَانَ قَدْ حظي/ عند الهادي، وَكَانَ يَقُول لَهُ: مَا استطلت بك يوما ولا ليلة قط، ولا 152/ ب غبت عَنْ عيني إلا تمنيت ألا أرى غيرك. وأمر لَهُ بثلاثين ألف دينار، فلما أصبح ابْن داب، وجه قهرمانه فطالب بالمال، فلقي الحاجب فأبلغه رسالته [فأعلمه] [4] أن ذلك ليس إِلَيْهِ، وأنه يحتاج إِلَى توقيع، فأمسك ابْن داب، فبينا الهادي فِي مستشرف لَهُ نظر إِلَى ابْن داب قَدْ أقبل وليس معه غلام، فَقَالَ لإبراهيم الحداني: أما ترى ابن داب، ما غير حاله؟ ولا تزيي لنا، وقد برزناه بالأمس لنرى أثرنا عليه، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: إن أمرني أمير المؤمنين عرضت لَهُ بشيء من هَذَا، قَالَ: لا هو أعلم بأمره. ودخل ابْن داب، فأخذ فِي حديثه إِلَى أن عرض لَهُ الهادي شيئا من أمره، فَقَالَ: أرى ثوبك غسيلا، وهذا شتاء يحتاج إِلَى لبس الجديد واللين، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ باعي قصير عما أحتاج إِلَيْهِ، فَقَالَ:
كيف ذاك [1] وقد صرفنا إليك من برنا مَا فِيهِ صلاح شأنك؟ قَالَ: مَا وصل إلي، فدعا بصاحب بيت مال الخاصة، فَقَالَ: عجل الساعة لَهُ بثلاثين ألف دينار، فحملت بين يديه [2] .






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید