المنشورات
منصور، مولى عيسى بن جعفر، ولقبه: زلزل فغلب عليه ونسي اسمه.
وكان يضرب بالعود، فيضرب به المثل، وعمل ببغداد بركة للسبيل كان يضرب بها المثل.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا [أبو بكر] أحمد [بن علي] [1] الخطيب قال:
أنشدنا الحَسَن بن أبي بَكْر قَالَ: أنشدنا أَبِي [2] قَالَ: أنشدنا إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه لنفسه:
لو انَّ زهيرا [3] وامرأ القيس أبصرا ... ملاحة ما تحويه بركة زلزل
/ لما وصفا سلمى ولا أم سالم ... ولا أكثرا ذكر الدخول فحومل
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ قَالَ: أنبأنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حيويه قَالَ: أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان قال: أخبرنا أبو العباس المروزي قَالَ: حدَّثني المفضل قَالَ: حدَّثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي، عن أَبِيهِ قَالَ: قال لي زلزل: عندي جارية من حالها من قصتها قد علمتها الغناء. فكنت أشتهي أن أراها، وأستحي أن أساله، فلما توفي زلزل بلغني أن ورثته يعرفون الجارية، فصرت إليهم، فأخرجوها فإذا هي [4] جارية كاد الهزال يكويها، لولا ما تم منها ونقص منه، فقلت لها: غني، فغنت وعيناها تذرفان، ثم شهقت، ظننت أن نفسها قد خرجت.
فركبت من ساعتي، فدخلت على أمير المؤمنين، فأخبرته خبرها، فأمر بإحضارها، فلما دخلت عَلَيْهِ قَالَ: غني. فغنت وجعلت تريد البكاء، فتمنعها هيبة [5] أمير المؤمنين،فرحمها وأعجب بها، وقَالَ: أتحبين أن أشتريك؟ فقالت: يا سيدي، أما إذ خيرتني فقد وجب نصحك عليّ، والله لا يشتريني أحد بعد زلزل فينتفع بي. فأمر بشرائها وأعتقها وأجرى عليها رزقا.
وفي رواية أخرى: أنه قَالَ: أتحبين/ أن أشتريك؟ فقالت: يا أمير المؤمنين، لقد عرضت علي ما يقصر عنه الأمل، ولكن ليس من الوفاء أن يملكني أحد فينتفع بي. فزاد رقة عليها، وقال: غني [صوتا] [1] فغنت:
العين تظهر كتماني وتبديه ... والقلب يكتم ما ضمنته فيه
وكيف ينكتم المكنون بينهما ... والعين تظهره والقلب يخفيه
فاشتراها وأعتقها، وأجرى عليها إلى أن مات.
مصادر و المراجع :
١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي
(المتوفى: 597هـ)
23 ديسمبر 2023
تعليقات (0)