المنشورات

إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة، أبو هاشم الحمْيَرِي

يلقب: السيد، كان شاعرا مجيدا، لكنه أفرط في سب الصحابة، وقذف أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يقول بإمامة محمد بن الحنفية، ويقول: إنه مقيم بجبل رضوى، وإنه لم يمت.
ومن شعره [4] في ذَلِكَ:
ألا قل للوصي فدتك نفسي ... أطلت بذلك الجبل المقاما
أضر بمعشر والوك منا ... وسموك الخليفة والإماما
وعادوا فيك أهل الأرض طرا ... مقامك فيهم ستين عاما
وما ذاق ابن خولة طعم موت ... ولا وارت لنا أرض عظاما
لقد أمسى بمورق شعب رضوى ... تراجعه الملائكة الكلاما
هدانا الله إذ حرتم لأمر ... به وارثه [5] يلتمس التماما
/ تمام مودة [6] المهدي حتى/ ... تروا آياتنا تترى نظاما
وكان الحميري يشرب الخمر، ويقول بالرجعة، فقال لرجل [7] : تعطيني دينارا بمائة دينار [1] إلى الرجعة؟ فَقَالَ: نعم، إن وثقت لي بمن يضمن لي أنك ترجع إنسانا، إنما أخشى أن ترجع كلبا أو خنزيرا فيذهب مالي [2] .
قال الأصمعي لما سمع شعره: قاتله الله، ما أطبعه وأسلكه طريق الشعراء، والله لولا ما في شعره من سب السلف ما قدمت عليه من طبقته أحدا [3] .
وذكر القاضي أبو بكر محمد بن الطيب قَالَ: كان السيد الحميري [4] يزعم أن جهنم بحضرموت وبوادي برهوت.
وقال في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما يصف عداءهما عنده:
أمست عظامهما بطيبة للبلى ... وبحضرموت شرها روحاهما
وقال في ذم سيدتنا [5] عائشة رضي الله عنها:
أعائش إنك في المحدثات ... وفي المحدثين بوادي اليمن
ببرهوت تسقين من مائها ... شرابا كريها شديد الأسن
قَالَ: وكان شديد اللهج بسب سيدتنا عائشة وسيدتنا حفصة رضي الله عنهما، وقال في ذَلِكَ [6] :
جاءت مع الأشقين في هودج ... تزجي إلى البصرة أجنادها
كأنها في فعلها حية ... ، تريد أن تأكل أولادها
قَالَ: وكان يقصد قذف حرم رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم بالعظائم.
ذكر أبو الفرج الأصفهاني أنه قال- يعني [في-] [7] عائشة وحفصة:
أحداهما نمت عليه حديثه ... وبغت عليه بغية إحداهما
فهما اللتان سمعت رب محمد ... في الذكر قص على العباد نباهما
[قال المصنف] [1] : وإنما يذكر العلماء ذَلِكَ [2] لتعرف هذا اللعين وغوره في الكفر.
واختلفوا أين مات لعنه الله، فقيل: بواسط، أخذه كرب [3] فجلس قبل موته فَقَالَ: اللَّهمّ هذا كان جزائي لحب [4] آل مُحَمَّد، فمات فلم يدفنوه لكفره وسبه الصحابة رضي الله عنهم.
وقيل: بل توفي ببغداد، واسود وجهه قبل موته، فأفاق من سكرته وفتح عينيه وقَالَ: يا أمير المؤمنين، تفعل هذا لوليك؟ قالها ثلاث مرات/ ومات، فدفن بالحديثة ببغداد وذلك في خلافة الرشيد.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید