المنشورات

موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عَنْهُمْ، أبو الحسن الهاشمي

ولد بالمدينة في سنة ثمان وعشرين. وقيل: سنة تسع وعشرين. وولد له أربعون ولدا من ذكر وأنثى، وكان كثير التعبد، جوادا، وإذا بلغه عن رجل أنه يؤذيه بعث إليه ألف دينار، وخرج إلى الصلح [2] .
وأهدى له بعض العبيد عصيدة، فاشترى الضيعة التي فيها ذلك العبد والعبد بألف دينار، وأعتقه ووهبها لَهُ.
وأقدمه المهدي بغداد ثم رده إلى المدينة لمنام له رآه.
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بْن ثَابِت قَالَ: حدثني الحسن بْن مُحَمَّد الخلال قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يحيى الصولي قَالَ: حدثنا عون بن مُحَمَّد قَالَ: سمعت إِسْحَاق الموصلي يَقُولُ: حدثني الفضل بن الربيع، عن أبيه: أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب رضي الله عَنْه وهُوَ يَقُولُ: يا مُحَمَّد فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ 47: 22 [3] قَالَ الربيع: فأرسل إلي ليلا، فراعني ذلك فجئته، فإذا هو يقرأ/ هذه الآية، وكان أحسن النَّاسَ صوتا. وقال علي بموسى بن جعفر: فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه، وقَالَ: يا أبا الحَسَن، رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم فقرأ علي كذا، فتؤمنني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي؟ فَقَالَ: والله لا فعلت ذلك، ولا هو من شأني قَالَ: صدقت، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة [4] قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا، فما أصبح إلّا وهو على الطريق خوف العوائق [5] .
قال مؤلف الكتاب رحمه اللَّه [1] : ثم لم يزل مقيما بالمدينة إلى أيام الرشيد، فحج الرشيد فاجتمعا عند قبر النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ فسمع منه الرشيد كلاما غيره [2] .
وهو ما أخبرنا به منصور القزاز قَالَ: أخبرنا أحمد بن على قَالَ: أَخْبَرَنَا القاضي أَبُو العلاء الواسطي قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بن أَحْمَد الواعظ قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بن القاسم [3] قَالَ: حدثني أحمد بن وَهْبِ قَالَ: أخبرني عبد الرحمن بن صالح الْأَزْدِيّ قَالَ: حج هارون الرشيد فأتى قبر النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ زائرا له وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما انتهيا إلى القبر قَالَ: السلام عليك يا رسول الله [4] ، يا ابن عم. افتخارا على من حوله، فدنا موسى بن جعفر فَقَالَ: السلام عليك يا أبت فتغير وجه هارون وقَالَ: هذا الفخر يا أبا الحسن حقا [5] ؟
ثم اعتمر الرشيد في رمضان سنة تسع وسبعين، فحمل موسى معه/ إلى بغداد فحبسه بها، فتوفي في حبسه، فلما طال حبسه كتب إلى الرشيد بما أخبرنا به عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا الجوهري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ: حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي قَالَ: حدثني أحمد بن إِسْمَاعِيل قَالَ: بعث موسى بْن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت: إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعا إلى يوم ليس فيه انقضاء، يخسر فيه المبطلون [6] . توفي موسى بن جعفر لخمس بقين من رجب هذه السنة.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا [أَبُو بَكْرِ بْنُ ثابت] [7] الخطيب قال: أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين الأستراباذي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنُ حَمْدَانَ القطيعي قال: سَمِعْتُ الحسن بن [1] إبراهيم الخلال يَقُولُ: ما أهمني أمر، فقصدت قبر موسى بن جعفر، فتوسلت به إلّا سهل الله لي ما أحب.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید