المنشورات

عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو بكر الأسدي

روى عَن أبي حازم، وهشام بن عروة، وموسى بن عقبة، وغيرهم. فلما قدم المهدي المدينة اتصل به، وصار أحد خواصه، وكان المهدي يقول: والله ما كان في آبائه أحد إلا وهو أكمل منه، وما له في الناس نظير في كماله [5] .
وبعث إليه أبو عبيد الله بألفي دينار فردها وكتب إليه إني لا أقبل صلة إلا من خليفة أو ولي عهد [6] .
ولما بايع المهدي لموسى قال له عبد الله بن مُصْعَب:
اشدد بهارون حبال العقد ... ووله بعد وليّ العهد.
فبايع له بعد موسى، فقال له عبد الله بن مُصْعَب:
لا قصرا عنها ولا بلغتهما ... حتى تطول علي يديك طوالها
فلما ولي الرشيد عرض على عبد الله بن مصعب الولاية [فأبى] [1] ، فألزمه، فكان جميل السيرة.
أخبرنا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا [أبو بكر بن ثابت] [2] الخطيب قَالَ: أخبرنا الأزهري قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي قال:
حدثنا الزبير قال: حدّثني عمي مُصْعَب قَالَ: كان أبي يكره الولاية، فعرض عليه الرشيد ولاية المدينة، فأبى فألزمه، فأقام على ذلك ثلاث [3] ليال يلزمه فيأبى، فلما كان في الليلة الثالثة قال لَهُ: أغد علي بالغداة إن شاء اللَّه فغدا [عَلَيْهِ] [4] فدعا أمير المؤمنين بقناة وعمامة [5] ، فعقد اللواء بيده، / ثم قَالَ: عليك طاعة؟ قَالَ: نعم يا أمير المؤمنين. قَالَ:
فخذ هذا اللواء. فأخذه، وقَالَ له: أما إذا ابتليتني يا أمير المؤمنين [6] بعد العافية فلا بد لي أن أشترط لنفسي؟ قال لَهُ: اشترط. فاشترط خلالا، منها: أنه قال له مال الصدقات مال قسمه الله بنفسه، ولم يكله إلى أحد من خلقه، فلست أستجيز أن أرتزق منه، ولا بد أن أرزق المرتزقة، فاحمل معي رزقي ورزق المرتزقة من مال الخراج. قَالَ: قد أجبتك إلى ذلك [7] .
قَالَ: وأنفذ من كتبك ما رأيت [، وأقف] [8] عما لا أرى، قَالَ: وذلك لك. قَالَ:
فولي المدينة، وكان يأمر بمال الصدقات يصير إلى عبد العزيز بن محمد الدراوَرْديّ، وإلى آخر معه وهو يحيى بْن أبي غسان، فكانا يقسمانه، ثم ولّاه الرّشيد اليمن، وزاده معها ولاية عك، وكانت عك إلى والي مكَّةَ، ورزقه ألفي دينار في كل شهر. فَقَالَ يحيى بْن خَالِد: يا أمير المؤمنين، كان رزق والي اليمن ألف دينار، فجعلت رزق عبد الله بن مصعب ألفي دينار، وأخاف أن لا يرضى أحد توليه اليمن من الرزق [1] من قومك بأقل ما أعطيت عَبْد الله بن مصعب، فلو جعلت رزقه ألف دينار كما كان [يكون] [2] وأعضته من الألف الأخرى ما لا تجيزه به لم يكن عليك حجة لأحد من قومك في الجائزة فصير رزقه ألف دينار، وأجازه بعشرين ألف دينار، واستخلف على اليمن الضحاك بن عثمان [3] .
قال مؤلف الكتاب رحمه الله [4] : ثم ولى المدينة/ ابنه بكار بن عبد اللَّه، وشخص عبد الله بْن مصعب إلى بغداد، ثم رحل إلى الرقة في صحبة الرشيد، فتوفي بها فِي ربيع الأول من هذه السنة، وهو ابن سبعين سنة، فتلهف عليه الرشيد، وبعث ابنه المأمون فصلى [5] عَلَيْهِ.
أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَارِعُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن المسلمة قَالَ: أَخْبَرَنَا المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عبد الله بن نافع قال: قال لي عبد الله بن مُصْعَب: أريت فيما يرى النائم كأن رجلا يقول: يولد لك ابن من أم ولدك ولا تراه، فلم يكن شيء أثقل عليه من [حمل] [6] أم ولده أم عبد الله، فولدت عبد الله بْن عبد الله بن مصعب يوم مات عبد الله، فلم يره.






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید