المنشورات

سفيان بن عيينة بن أبي عمران بن محمد، مولى لبني هاشم بن رؤبة. وقيل: مولى محمد بن مزاحم الهلالي

ولد بالكوفة سنة سبع ومائة، وكان أبوه من عمال خالد القسري، فلما عزل خالد عَن العراق وولي يوسف بن عمر طلب عمال خالد فهربوا منه، وهرب عيينة فسكن مكة.
وكان لسفيان تسعة إخوة، حدث منهم أربعة: محمد، وآدم، وعمران، وإبْرَاهِيم، وكان سفيان مقدما على الكل.
وقال أبو أحمد محمد بن أحمد النيسابوري الحافظ: كان بنو عيينة عشرة خزازين، حدث منهم خمسة- فذكرهم- وأخوال بني عيينة: بنو بني المتئد، حدث منهم يوسف ويعقوب ونعيم بْن يعقوب بن المتئد، وأدرك سفيان ستة وثمانين نفسا من التابعين.
وروى عنه من الكبار الأعمش، والثوري، وشعبة، وابن المبارك، ووكيع، وابن مهدي، والشافعي، وأحمد، ويحيى، وكتب عَن سفيان بن عيينة وهو ابن خمسة وثلاثين سنة قبل موت الأعمش بخمس سنين، وحدث في مجلس الأعمش.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نَاصِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن ميمون قَالَ: أخبرنا عبد العزيز بن أحمد النصيبي قَالَ: / حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن الليث الدينَوَريّ قال:
حدّثني [1] الليث بن عُبَيْد الله قَالَ: حدثني أبو الميمون محمد بن عبد الله قال: حدثنا زكريّا بن يحيى بن عبيد العطار قَالَ: حدثنا إبراهيم بن ازداد الرافقي قَالَ: قال لي سفيان بن عيينة: لما بلغت خمس عشرة سنة دعاني أَبِي فقال لي: يا سُفْيان، قد انقطعت عنك شرائع الصب [من الخير] [2] ، فاحتفظ من الخير تكن من أهله، لا يغرنك من اغتر باللَّه فمدحك بما تعلم خلافه منك، فإنه ما من أحد يقول في أحد من الخير إذا رضي إلا وهو يقول فيه من الشر مثلي ذلك إذا سخط، فاستأنس بالوحدة من جلساء السوء، ولا تنقل أحسن ظني بك إلى غير ذَلِكَ، ولن يسعد بالعلماء إلا من أطاعهم. قال سُفْيان: فجعلت وصية أبي قبلة أميل معها ولا أميل عنها.
أنبأنا علي بن محمد بن أبي عمر، عن أبي طاهر أحمد بن الحسن الباقلاوي، عن أبي العلاء محمد بن علي بن يعقوب، عن عبد الله بن موسى السلامي قَالَ: سمعت عمار بن علي اللوزي يَقُولُ: سمعت أحمد بن النضر الهلالي يَقُولُ: سمعت أبي يَقُولُ: كنت في مجلس سفيان بْن عيينة، فنظر إلى صبي دخل المسجد فتهاونوا به لصغر سنه، فقال سُفْيان: كَذلِكَ كُنْتُمْ من قَبْلُ فَمَنَّ الله عَلَيْكُمْ 4: 94 [3] ثم قال: يا نصر، لو رأيتني ولي عشر سنين طولي خمسة أشبار، ووجهي كالدينار، وأنا كشعلة نار، ثيابي صغار، وأكمامي قصار، / وذيلي بمقدار، ونعلي كآذان الفار، أختلف إلي علماء الأمصار، مثل الزهري وعمرو بن دينار، أجلس بينهم كالمسمار، محبرتي كالجوزة، ومقلمتي كالموزة، وقلمي كاللوزة، فإذا دخلت المجلس قالوا: أوسعوا للشيخ، ثم تبسم ابن عيينة وضحك.
أخبرنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حبيب قَالَ: أخبرنا علي بن أبي صادق قَالَ: أخبرنا ابن باكويه قال: حدثنا عبد الواحد بن بَكْر قَالَ: حدثني [4] القاسم بن الحسن السامري قَالَ: حَدَّثَني [5] العباس بن يوسف الشكلي قَالَ: حدثنا بشر بن مطر قال: كنا على باب سفيان بن عيينة فجاءت طائفة فدخلوا، وطائفة أخرى فدخلوا، فصحنا وقلنا: يجيء أصحاب الدراهم والدنانير فيدخلون ونحن الفقراء وأبناء السبيل نمنع الدخول!؟ فخرج إلينا وهُوَ يبكي فَقَالَ لنا: أصبتم مقالا، فقولوا هل رأيتم صاحب عيال أفلح؟ ثم قال:
أعلمكم أني كنت أوتيت فهم القرآن، فلما أخذت مال أبي جعفر منعت.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا محمد بْن عَبْد الله بن أحمد بن شهريار قَالَ: أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني قال:
حدّثنا أبو بكر بن أحمد بن عبد الله الطرسوسي قَالَ: سمعت حامد بن يحيى البلخي يَقُولُ: سمعت سفيان بْن عُيَيْنَة يَقُولُ: رأيت كأني [1] أسناني كلها سقطت، فذكرت ذلك للزهري فَقَالَ: يموت أصحابك [2] وتبقى [أنت] [3] وحدك [4] . فمات أصحابي [5] .
وبقيت [6] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد [7] قال: أخبرنا أَحْمَد بْن عَلِي قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِي بْن الحسن بن محمد الدقاق/ قَالَ: حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق قَالَ: حدثنا ابن صاعد قَالَ: حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سمعت أحمد بن حنبل- وذكر سفيان بن عيينة- قال: ما رأينا مثله.
أخبرنا عبد الرحمن قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد المعدل قال: أخبرنا ابن صفوان قال: أخبرنا ابن أبي الدنيا قَالَ: أخبرنا محمد بن سعد قَالَ: أخبرني الحسن بن عمران بن عُيَيْنَة أن [8] سفيان قال [له] [9] بجمع آخر حجة حجها: قد وافيت هذا الموضع سبعين مرة، أقول في كل سنة: اللَّهمّ لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وقد استحييت من الله من كثرة ما أسأله ذَلِكَ.
فرجع فتوفي في السنة الداخلة [1] .
قال ابن سعد: وقال الواقدي أخبرني سفيان أنه ولد سنة سبع ومائة، ومات أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة، ودفن بالحجون وقيل: في آخر يوم من جمادى الآخرة.






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید