المنشورات

معروف بن الفيرزان، أبو محفوظ، ويعرف بالكرخي.

 نسبة إلى كرخ بغداد، كان أهله نصارى، وكان صبيا في المكتب يقول معلمهم:
أب وابن. فيصيح: أحد أحد.
وأسلم، وروى عَن بكر بن حبيس، والربيع بن صبيح وغيرهما، وكان من كبار الزاهدين في الدنيا، والعارفين للَّه، والمحبين له، وكان له كرامات.
وذكر مرة عند أَحْمَد فقيل: هو قليل العلم فَقَالَ: وهل يراد من العلم إلا ما وصل إِلَيْهِ معروف!؟
وكان سفيان بن عيينة يَقُولُ: لا يزال أهل بغداد بخير ما بقي فيهم معروف.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [الْقَزَّازِ] قَالَ: أَخْبَرَنَا [أَحْمَدُ بْن عَلِيِّ بْن ثَابِتٍ] [3] الْخَطِيبُ قَالَ: أخبرنا الحسن بن عثمان قَالَ: أخبرنا ابن مالك/ القطيعي قَالَ: حدثنا العباس بن يوسف قَالَ: حدثني سعيد بن عثمان قَالَ: سمعت محمد بن منصور يقول:
مضيت يوما إلى معروف الكرخي ثم عدت إليه من الغد، فرأيت في وجهه أثر شجة، فهبت أن أسأله عنها، وكان عنده رجل أجرأ مني عليه فقال لَهُ: كنا عندك البارحة ومعنا محمد بن منصور، فلم نر في وجهك هذا الأثر. فَقَالَ له معروف: خذ فيما تنتفع بِهِ.
فقال لَهُ: أسألك بحق الله. فانتفض معروف ثم قال لَهُ: وما حاجتك إلى هذا!؟ مضيت البارحة إلى بيت الله الحرام، ثم صرت إلى زمزم، فشربت منها، فزلت رجلي، فنطح الباب وجهي، فهذا الذي ترى من ذلك. [4] أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا [أبو بكر بن ثابت] [5] الخطيب قال: أخبرني
أحمد بن علي التوزي [1] قَالَ: حدثنا الحسين بن الحسن بن الْعَبَّاس قَالَ: حدثني أبو محمد الحسن بن عثمان بن عبد الله البزار قَالَ: حدثني أبو بكر بن الزيات قَالَ:
سمعت ابن شيرويه [2] يَقُولُ: كنت أجالس معروفا الكرخي كثيرا، فلما كان ذات يوم رأيت وجهه قد خلا، فقلت لَهُ: يا أَبَا محفوظ، بلغني أنك تمشي على الماء. فقال لي:
ما مشيت قط على الماء، ولكن إذا هممت بالعبور جمع لي طرفاها فأتخطاها [3] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قَالَ: أخبرنا أبو محمد الخلال قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن علي الفامي [4] قَالَ: أخبرنا عبد الله [5] بن سليمان الوراق قَالَ: حدّثنا محمد بن أبي هارون قَالَ: حدثنا محمد بن المبارك قَالَ: حدثنا محمد بن صبيح قَالَ: مر معروف عَلَى سقاء يسقي الماء وهو يَقُولُ: رحم الله من شرب.
فشرب- وكان صائما- فَقَالَ: لعل الله أن يستجيب لَهُ [6] .
[قال المؤلف:] [7] توفي معروف في سنة مائتين/ ويقال: في سنة أربع ومائتين والأول أصح. وقد جمعت أخباره في كتاب مفرد، فلم أطل هاهنا [بالتكرار] [8] .




مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید