المنشورات

يزيد بن هارون بن زاذي بن ثابت، أبو خالد السّلَميّ

من أهل واسط، ولد سنة ثماني عشرة ومائة، وسمع يحيى بن سعيد الأنصاري، وسُلَيْمَان التميمي، وعاصما الأحوال، وحميدا الطويل، وخلقا كثيرا.
وكان ثقة [ثبتا] [1] حافظا، حدث ببغداد فحرر مجلسه تسعين ألفا.
قال علي بن المديني: [2] لم أر أحفظ من يزيد بن هارون بن زاذي بن ثابت.
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال:
أخبرنا الأزهري قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْن عمر الخلال قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سمعت أحمد/ بن أبي الطيب يَقُولُ سمعت يزيد بن هارون، وقيل له إن هارون المستملي يريد أن يدخل عليك- يعني في حديثك- فتحفظ منه، فبينما [3] هو كذلك إذ دخل هارون فسمع يزيد نغمته، فَقَالَ: يا هارون، بلغني أنك تريد أن تدخل علي في حديثي، فأجهد جهدك لا أرعى الله عليك إن أرعيت، أحفظ ثلاثة وعشرين ألف حديث ولا بغي، لا أقامني الله إن كنت لا أقوم بحديثي [4] أخبرنا عبد الرحمن بن مُحَمَّد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني الخلال قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قَالَ: أخبرنا الحسين بن محمد بن عفير قال:
قال أبو جعفر أحمد [5] بن سنان: ما رأيت عالما قط [6] أحسن صلاة من يزيد بن هارون، يقوم كأنه أسطوانة، كَانَ يصلي بين المغرب والعشاء، وبين [7] الظهر والعصر، ولم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار هُوَ وهشيم جميعا معروفين بطول الصلاة بالليل والنهار [8] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي [قال: أخبرنا] [9]
العتيقي قال: أخبرنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب قال: أخبرنا الحسن بن حبيب بْن عبد الملك قَالَ: سمعت أبا جعفر محمد بن إسماعيل الصائغ يَقُولُ: قَالَ رجل ليزيد بن هارون: كم حزبك [من الليل] [1] ؟ قَالَ: وأنام من الليل شيئا؟ إذا لا أنام الله عيني [2] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري قَالَ: أخبرنا أحمد بن محمد بْن الأزهر قَالَ: سمعت الحسن [3] بن عرفة يَقُولُ: / رأيت يزيد بن هارون بواسط وهو من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعين واحدة، ثم رأيته وقد ذهبت عيناه، فقلت: يا أبا خَالِد، ما فعلت العينان الجميلتان؟ فَقَالَ: ذهب بهما بكاء الأسحار [4] .
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد [بْن علي بْن ثابت] [5] الخطيب قَالَ: أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن [6] الحيزي وأبو سعيد الصيرفي قالا: حَدَّثَنَا أبو الْعَبَّاس محمد بن يعقوب الأصم قَالَ: حدثنا يحيى بن أبي طالب قَالَ: أخبرني الحسن بن شاذان الواسطي [7] قَالَ: حدثني ابن عرعرة قَالَ: حدثني ابن أكثم قَالَ: قال لنا المأمون:
لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت أن القرآن مخلوق فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين [8] ، ومن يزيد حتى يتقى [9] ؟ قَالَ: ويحك، إني أخاف أن يرد علي، فيختلف الناس وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة. فقال له الرجل [10] : فأنا أخبر لك [11] ذلك منه.
فَقَالَ له: نعم قال: فخرج إلى واسط، فجاء إلى يزيد بن هارون، فدخل عليه المسجد، وجلس إليه فَقَالَ لَهُ: يا أبا خَالِد، إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك إني أريد أن أظهر أن القرآن مخلوق. فَقَالَ: كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه، فإن كنت صادقا فعد غدا إلى المجلس [1] ، فإذا اجتمع الناس فقل، قَالَ: فلما كان الغد اجتمع الناس فقام، فَقَالَ: يا أبا خَالِد، رضي الله عنك، [2] إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك: إني أريد [3] أن أظهر أن القرآن مخلوق، فما عندك في ذلك؟ قَالَ: كذبت في ذلك على [4] أمير/ المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه وما لم يقل له أحد قَالَ: فقدم فَقَالَ: يا أمير المؤمنين، كنت أنت أعلم.
[قَالَ:] [5] وكان من القصة كيت وكيت. فقال له: ويحك، تلعب بك. [6] توفي يزيد بواسط غرة ربيع الآخر من هذه السنة.
أخبرنا عبد الرحمن [من محمد] [7] قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسين بْن عَبْد الله بن أحمد بن أبي علاثة حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قَالَ: حدثنا أبو محمد السُّكري قَالَ: حدثنا يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري قَالَ: حدثني أبو نافع ابن بنت يزيد بن هارون قال: كنت عند أحمد بن حنبل وعنده رجلان، فَقَالَ أحدهما: [8] يا أبا عبد الله، رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت لَهُ: يا أبا خالد، ما فعل الله بك؟ قَالَ: غفر لي وشفعني وعاتبني. فقلت لَهُ [9] : غفر لك وشفعك، قد عرفت، ففيم عاتبك؟ قَالَ: قال لي: [يا يزيد] [1] ، أتحدث عن جرير بن عثمان. قَالَ: قلت: يا رب [2] ، ما علمت إلا خيرا. قَالَ: يا يزيد، إنه كان يبغض أبا الحسن علي بن أبي طالب. قَالَ: وقَالَ الأخر: وأنا والله [3] رأيت يزيد بن هارون في المنام. فقلت [لَهُ] [4] : هل أتاك منكر ونكير. قَالَ: إي والله، وسألاني من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فقلت: ألمثلي يقال هذا؟ وأنا كنت أعلم الناس بهذا في الدنيا فقالا لي: صدقت، فنم نومة العروس [لا بأس عليك] [5] .





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید