المنشورات

عمر بن حبيب العدوي

 من بني عدي بن مناة. من أهل البصرة.
حدث عن داود بن أبي هند، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وهشام بن عروة.
روى عنه/ محمد بن عبيد الله المنادي. وكان قد قدم بغداد، وولي بها قضاء الشرقية، وولي قضاء البصرة [أيضا] [1] .
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد [القزاز] [2] قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر بْن ثابت قَالَ: أخبرني الأزهري قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن حمدان العكبري قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ القاسم النَّحْوِي، حدثنا أبو العباس محمد بن يونس الكديمي، حدثنا يزيد بن مرة الدارع، حدثنا عمر بن حبيب قَالَ: حضرت مجلس هارون [الرشيد] [3] فجرت مسألة فتنازعها الخصوم وعلت أصواتهم، واحتج بعضهم بحديث يرويه أبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، فدفع بعضهم الحديث، وزادت المدافعة والخصام حتى قال قائلون منهم: لا يحمل هذا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فإن أبا هريرة متهم فيما يرويه، وصرحوا بتكذيبه، ورأيت الرشيد قد نحا نحوهم، ونصر قولهم، فقلت: إن الحديث [4] صحيح النقل [5] وأبو هريرة صحيح النقل عن رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم [6] ، صدوق فيما يرويه عن نبي الله وغيره. فنظر إلي الرشيد نظر مغضب، فقمت من المجلس فانصرفت إلى منزلي، فلم ألبث حتى قيل: صاحب البريد بالباب فدخل إلي، فَقَالَ:
أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول، وتحنط وتكفن فقلت: اللَّهمّ إنك [7] تعلم أني دافعت [8] عن صاحب نبيك، وأجللت نبيك صلَّى اللَّه عليه وسلم، أن يطعن في أصحابه [9] ، فسلمني منه. فأدخلت على الرشيد وهو جالس على كرسي، حاسر عن ذراعيه، بيده السيف وبين يديه النطع، فلما بصرني قال [لي] [10] : يا عمر بن حبيب، ما تلقاني أحد من الرد والدفع [لقولي] [1] بمثل ما تلقيتني به. فقلت: [2] يا أمير المؤمنين، إن الذي قلته وجادلت عليّ فيه [3] إزراء على رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم [على ما جاء به] [4] ، إذا كان أصحابه كذابين فالشريعة/ باطلة، والفرائض والأحكام في الصيام والصلاة والطلاق والنكاح والحدود كله مردود غير مقبول. فرجع إلى نفسه، ثم قَالَ: أحييتني يا عمر بن حبيب [5] .
أحياك الله. وأمر لي بعشرة آلاف درهم. [6] أخبرنا عَبْد الرَّحْمَنِ [بن مُحَمَّد أَبُو مَنْصور القزاز] [7] قال: أخبرنا [أبو بكر] أَحْمَدُ [بْنُ عَلِيِّ] [8] بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، أخبرنا تمام بن محمد الرازي قَالَ: حَدَّثَني أَبِي قَالَ: أخبرني أَبُو الحسين عَلي بْن مُحَمَّد بْن أبي حسان الزيادي قَالَ: حدثنا أَبُو زيد الحارث بن أحمد العبدي قال: حدثني الحسين بن شداد قَالَ: كان عمر بن حبيب على قضاء الرصافة لهارون الرشيد، فاستعدى إليه رجل على عبد الصمد بن علي فأعداه عليه، فأبى عَبْد الصمد أن يحضر مجلس الحكم، فختم عمر بن حبيب قمطره وقعد في بيته. فرفع ذلك إلى هارون، فأرسل إليه، فَقَالَ: ما منعك أن تجلس للقضاء؟ فقال: أعدي على رجل فلم يحضر مجلسي. قال: ومن هُوَ؟
قال: عبد الصمد بن عليّ. فَقَالَ هارون: والله لا يأتي [9] مجلسك إلا حافيا قَالَ: وكان عبد الصمد شيخا كبيرا قَالَ: فبسطت [له] [10] اللبود من باب قصره إلى مسجد الرصافة، فجعل يمشي ويقول: أتعبني أمير المؤمنين، أتعبني أمير المؤمنين. فلما صار إلى مجلس عمر [1] بن حبيب أراد أن يساويه في المجلس، فصاح [به] [2] عمر وقال:
اجلس مع خصمك. قال: فتوجه الحكم على عبد الصمد فحكم عليه، وسجل به.
فقال له [3] عبد الصمد: لقد حكمت علي بحكم لا يجاوز شحمة أذنك فقال له عُمَر: أما إني قد طوقتك بطوق لا يفكه عنك الحدادون. قم.
قال الخطيب: كذا ذكر في هذا الحديث، أنه كان على [4] الرصافة. والمحفوظ أنه/ كان عَلَى الشرقية [5] .
توفي عمر في هذه السنة بعد رجوعه إلى البصرة [6] .






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید