المنشورات

طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق بن أسعد بن زادان، أبو طلحة الخزاعي، والي خراسان

بعثه المأمون إلى بغداد لمحاربة الأمين، وظفر به طاهر وقتله، ولقبه المأمون ذا اليمين.
وحدث عَن ابن المبارك وغيره. وكان جوادا وقع يوما بصلات أحصيت ألف ألف وسبعمائة ألف.
أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ، عن أبي محمد السراج قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الواحد، حدثنا المعافى بن زكريّا حدثنا محمد بن القاسم [8] الأنباري، حدثنا عبد الله بن بيان، حدثنا أبو جعفر مولى بني هاشم قَالَ: بينا طاهر بن الحسين في حراقته يوما وقد أدنيت إلى الشط لتخرج، إذ عرض له مقدس الخلوفي الشاعر فقال لَهُ: أيها الأمير، أريد أن تسمع مني أبياتا. فَقَالَ: قل. فأنشأ يَقُولُ:
عجبت لحراقة ابن الحسين ... كيف تعوم ولا تغرق
وبحران من تحتها واحد ... وآخر من فوقها مطبق
وأعجب من ذاك عيدانها ... / وقد مسها كيف لا تورق
فَقَالَ: أعطوه ثلاثة آلاف دينار. وقَالَ: زدنا حتى نزيدك. فَقَالَ: حسبي.
أخبرنا أبو منصور القزاز قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الجوهري قال:
أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قال: حدثنا أبو القاسم علان الوزان [1] قَالَ: حدثني أبو الحسن الجاماسي قَالَ: قَالَ رجل بخراسان: قال لي صديق لي: رأيت رجلا بمرو في يوم جمعة بحال [سيئة] [2] ، ثم رأيته في الجمعة الأخرى على برذون، فقلت لَهُ: ما الخبر؟
فَقَالَ/: أنا على باب طاهر بن الحسين منذ ثلاث سنين ألتمس الوصول إليه فيتعذر علي ذلك حتى قال لي بعض أصحابه يومًا: إن الأمير [قد] [3] يركب اليوم في الميدان يلعب بالصوالجة. فقلت: اليوم أصل إِلَيْهِ. فصرت إلى الميدان [فرأيت الوصول إليه متعذرا، وإذا فرجة في بستان، فالتمست الوصول إلى الميدان] [4] فلما سمعت الحركة وصوت الصوالجة ألقيت نفسي من الثلمة، فنظر إلي فقال: من أنت؟ فقلت: أنا باللَّه وبك أيها الأمير، إياك قصدت، ومنك أطلب وقد قلت بيتي شعر فَقَالَ: هاتهما.
وأقبل ميكال إلي فزجره عني، فأنشدته:
أصبحت بين خصاصة وتجمل ... والمرء بينهما يموت هزيلا
فامدد إلي يدا تعود بطنها ... بذل النوال وظهرها التقبيلا
فأمر لي بعشرة آلاف درهم وقَالَ: هذه ديتك ولو كان ميكال أدركك لقتلك، وهذه عشرة آلاف لعيالك، امض لشأنك، ثم قَالَ: سدوا هذه الثلمة، لا يدخل إلينا منها أحد.
وقد ذكرنا أن المأمون كان إذا ذكر أخاه الأمين وما فعل به طاهر جرت دموعه، وإن طاهرا [أعلم بذلك و] [1] طلب البعد عن الخليفة واحتال لذلك فولاه خراسان، فخرج، فلما كان بعد مدة من مقدمه خراسان قطع الدعاء للمأمون على المنبر يوم الجمعة، فقال له عون بْن مجاشع صاحب البريد: ما دعوت [2] في هذه الجمعة لأمير المؤمنين فقال [لَهُ] [3] : سهو وقع، فلا تكتب به [4] ، ثم فعل ذلك في الجمعة الثانية والثالثة. فَقَالَ له عون: إن كتب التجارة لا تنقطع/ عن بغداد، وإن اتصل هذا بأمير المؤمنين من غيرنا لم نأمن أن يكون ذلك سبب زوال نعمتي فَقَالَ: اكتب بما أحببت. فكتب بالخبر إلى المأمون. فلما وصل كتابه دعا أحمد بن أبي خَالِد وقال له: إنه لم يذهب علي احتيالك في أمر [5] طاهر وتمويهك له، وأنا أعطي الله عهدا إن لم يشخص حتى توافيني به [6] كما أخرجته من قبضتي، وتصلح ما أفسدته علي من أمر ملكي ليدمين [7] عقباك، فشخص أحمد وجعل يتلوم في الطريق ويقول لأصحاب البريد: اكتبوا بأخبار عله أحدها، فلما وصل إلى الري لقيته الأخبار بوفاة طاهر، ولقيه ولده طلحة فقال لَهُ: لا تريني وجهك، فإن أباك عرضني للغضب. قَالَ: قد مضى لسبيله، وأنا أحلف لك على الإخلاص. فكتب أحمد بالخبر، فلما بلغت وفاته المأمون قَالَ: لليدين وانعم [8] : الحمد للَّه الذي قدمه وأخرنا.
وكان قد أخذته حمى وحرارة، فوجدوه في فراشه ميتا. وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة بمرو.
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بْنِ عَلِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ [9] بْنُ أَبِي الفتح قَالَ: حدثنا محمد بن جعفر الأديب، قَالَ أخبرنا أبو القاسم السكوني قَالَ:
أنشدني جعفر بن الحسين لبعض المحدثين يرثي طاهر بن الحُسَين.
فلئن كان للمنية رهنا ... إن أفعاله [1] لرهن الحياة
ولقد أوجب الزكاة على قوم ... وقد كان عيشهم [2] بالزكاة/





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید