المنشورات

وصول نصر بن شبث إلى بغداد

وكان [1] المأمون قد أرسله في زمن محاربته بالطف فأذعن، فاشترط أن لا يطأ بساطه، فقال المأمون: لا والله حتى يطأ بساطي وما باله ينفر مني؟! فقيل: لأجل جرمه [2] ، فَقَالَ: أتراه أعظم جرما عندي من الفضل بن الربيع، ومن عيسى بن أَبِي خالد؟! أما الفضل فأخذ قوادي وأموالي وجنودي وسلاحي وجميع ما أوصى لي أبي به، فذهب بِهِ إلى محمد وتركني بمرو وحيد فريدا، وأفسد علي أخي حتى كان من أمره ما كان/، وأما عيسى فطرد خليفتي من مدينتي، وذهب بخراجي، وخرب دياري، وأقعد إبراهيم خليفة. فقيل لَهُ: أما الفضل فصنيعتكم ومولاكم، وأما عيسى فمن أهل دولتكم وله ولسلفه [3] سابقة، وأما نصر فلا يد له يحتمل لأجلها، ولا لسلفه، فَقَالَ: لا أقلع عنه حتى يطأ بساطي، فحضره عبد الله بْن طاهر حتى طلب الأمان وأقدمه على المأمون في يوم الثلاثاء لسبع خلون من صفر فأنزله مدينة المنصور ووكل به من يحفظه [4] .
وفيها: ظهر [5] المأمون على جماعة كانوا يسعون في البيعة لإبراهيم بن المهدي، منهم: إبْرَاهِيم بن محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام، الّذي يقال له:ابن عائشة. ومحمد بن إبراهيم الإفريقي، ومالك بن شاهين، وفرج البغراوي، فأمر بإبراهيم بن عائشة، فأقيم في الحبس [1] ثلاثة أيام [في الشمس] [2] ، ثم ضرب بالسياط وحبس، وضرب مالك بْن شاهين وأصحابه وحبسهم [3] ، فرفع عليهم أهل السجن أنهم يريدون أن ينقبوا السجن [4] ، فركب المأمون بنفسه فقتلهم وصلبهم [على الجسر] [5] .
قال أبو بكر الصولي: ركب المأمون ليلا إلى المطبق فقتل إبراهيم بن محمد بن عَبْد الوهاب بن إبراهيم الإمام المعروف بابن عائشة وصلبه، وابن عائشة هذا أول هاشمي صلب من ولد العباس، وزيد بن علي بن الحسين أول هاشمي صلب من ولد] علي بن أبي طالب، وقتل مع ابن عائشة: محمد بن إبراهيم وثلاثة نفر، وكانوا أرادوا الوثوب بالمأمون، ثم أنزل [6] ابن عائشة فكفن [7] وصلى عليه/، ودفن في مقابر قريش، ودفن الإفريقي في مقابر الخيزران، ووجد لابن عائشة صناديق فيها كتب القواد وغيرهم إليه [8] ، فجلس في المسجد وأحضر الصناديق وقال للناس: أنا أعلم أن فيكم البريء الذي لا اسم له في هذه الصناديق، ومنكم الغائب والمستزيد، وإن نظرت فيها، لم أصف لكم ولم تصفوا إليّ، فتوبوا إلى الله. ثم أمر بإحراق الصناديق [9] .
وفي هذه السنة: أخذ إبراهيم بن المهدي ليلة الأحد على الجسر [10] لثلاث عشرة بقيت من ربيع الآخر، وهو متنقب مع امرأتين في زي امرأة، أخذه حارس أسود ليلا،فَقَالَ: من أنتن؟ وأين تردن في هذا الوقت؟ فأعطاه إبراهيم خاتم ياقوت له قدر عظيم ليخليهن ولا يسألهن [1] فلما نظر إلى الخاتم استراب بهن وقَالَ: هذا خاتم رجل له [2] شأن، فرفعهن إلى صاحب المسلحة، فأمر بهن أن يسفرن، فامتنع إبراهيم فجبذه [3] صاحب المسلحة فبدت لحيته، فرفعه إلى صاحب الجسر فعرفه، فذهب به إلى باب المأمون، فاحتفظ به في الدار، فلما كانت غداة الأحد أقعد في دار المأمون لينظر إليه بنو هاشم والقواد والجند، وصيروا المقنعة التي كان متنقبا [4] بها في عنقه، والملحفة في صدره ليراه الناس، ويعلموا كيف أخذ.
فلما كان يوم الخميس حوله المأمون إلى منزل أحمد بن أبي خالد، فحبسه عنده/، ثم أخرجه المأمون حيث خرج إلى الحسن بن سهل بواسط، فذكر أن الحسن كلمه فيه، فرضي عنه وخلى سبيله، وصيره عند أحمد بن أبي خَالِد، وصير معه يحيى بن معاذ وخالد [5] بن يزيد بن مرثد، يحفظانه إلا أنه موسع عليه، عنده أمه وعياله، ويركب إلى دار المأمون، وهؤلاء معه يحفظونه [6] .
ولما دخل على المأمون قال له: هيه يا إبراهيم. فقال: يا أمير المؤمنين، ولي الثأر محكم في القصاص، والعفو أقرب للتقوى، ومن تناوله الاغترار بما مد له من أسباب الشقاء أمكن [7] عادية الدهر من نفسه، وقد جعلك الله فوق كل ذي ذنب [8] ، كما جعل كل ذي ذنب دونك، فإن تعاقب فبحقك، وإن تعف فبفضلك فقال: بل أعفو.
فكبر ثم خر ساجدا [9] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا محمد بن عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي، حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قَالَ: لما طال على إبراهيم الاختفاء وضجر، كتب إلى المأمون: ولي الثأر محكم في القصاص والعفو أقرب للتقوى، ومن تناوله الاغترار بما مد له من أسباب الرجاء أمكن عادية الدهر على نفسه، وقد جعل الله أمير المؤمنين فوق كل ذي عفو، كما جعل كل ذي ذنب دونه، فإن عفى فبفضله، وإن عاقب فبحقه، فوقع المأمون في قصته أمانه، وقال: القدرة تذهب الحفيظة، وكفى بالندم/ إنابة [1] ، وعفو الله أوسع من كل شيء. ولما دخل إبراهيم على المأمون قَالَ:
إن أكن مذنبا فحظي ... أخطأت فدع عنك كثرة التأنيب
قل كما قال يوسف لبني يعقوب ... لما أتوه: لا تثريب
فَقَالَ: لا تثريب [2] .
وفي رواية: دخل عليه فأنشده:
ديني إليك عظيم ... وأنت أعظم منه
فخذ بحقك وإلا ... فاصفح بحلمك عنه
إن لم أكن في فعالي ... من الكرام فكنه
ثم قَالَ:
أذنبت ذنبا عظيما ... وأنت للعفو أهل
فإن عفوت فمن ... وإن جزيت فعدل
فرق له المأمون، وأقبل على أخيه أبي إسحاق وابنه العباس والقواد، فقال: ما ترون في أمره؟ فقال بعضهم: نضرب عنقه، وقال بعضهم: نقصص لحمه إلى أن يتلف، وقال آخر: نقطع أطرافه، فَقَالَ المأمون لأحمد بن أبي خالد: ما تقول يا أَحْمَد؟
قال: يا أمير المؤمنين إن قتلته وجدت مثلك قد قتل مثله كثيرا [3] ، وإن عفوت عنه لم تجد مثلك عفا عن [1] مثله، فأيما أحب إليك أن تفعل فعلا تجد لك [2] فيه شريكا أو تنفرد فيه بالفضل. فأطرق طويلا ثم رفع رأسه فَقَالَ: أعد ما قلت يا أحمد [3] . فأعاده فَقَالَ: بل ننفرد بالفضل ولا رأي لنا في الشركة فكشف إبراهيم القناع عن رأسه وكبر تكبيرة عالية وقال: عفا والله أمير المؤمنين. فَقَالَ: لا بأس عليك يا عم، وأمر بحبسه في دار أحمد بن أَبِي خالد، فلما كان/ بعد شهر أحضره وقال: اعتذر من ذنبك، فَقَالَ:
ذنبي أجل من أن أتفوه [4] فيه بعذر، وعفو أمير المؤمنين أعظم من أن أنطق معه بشكر ولكن أقول:
يا خير من حملت يمانية به ... بعد الرسول لآيس أو طامع
وأبر [5] من عبد الإله على التقى ... عينا وأقوله [6] بحق صادع
تفديك نفسي أن تضيق بصالح ... والعفو منك بفضل حلم واسع
ملئت قلوب الناس منك مخافة ... وتظل تكلأهم [7] بقلب خاشع
وعفوت عمن لم يكن عن مثله ... عفو ولم يشفع إليك بشافع
ورحمت أطفالا كأفراخ القطا ... وحنين والدة بقلب جازع
الله يعلم ما أقول وإنها ... جهد الأمية من حنيف راكع
ما إن عصيتك والغواة تقودني [8] ... أسنانها إلا بنية طائع
لم أدر أن لمثل جرمي غافرا ... فوقفت أنظر أي حتف صارعي
كم من يد لك لم تحدثني بها ... نفسي إذا لاكت [9] إلي مطامعي
إن أنت جدت بها علي تكن لها [1] ... أهلا وإن تمنع فأعدل مانع
إن الذي قسم المكارم حازها ... في صلب آدم للإمام السابع
فقال المأمون: ما أقول إلا كما [2] قال يوسف لإخوته [3] لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ 12: 92 [4] وقد عفوت عنك، فاستأنف الطاعة متجردا عن الظنة يصف عيشك. وأمر بإطلاقه، ورد ضيعته إليه فقال: / يشكره:
رددت مالي ولم تبخل علي به ... وقبل ردك مالي قد حقنت دمي
وأبت عنك وقد خولتني نعما ... هما الحياتان من موت ومن عدم
فلو بذلت دمي أبغي رضاك به ... والمال حتى أسل النعل من قدمي [5] .
ما كان ذاك سوى عارية رجعت ... إليك لو لم تعرها كنت لم تلم
وقام علمك بي واحتج عندك لي ... مقام شاهد عدل غير متهم.
فقال المأمون: إن من الكلام كلاما كالدر، وهذا منه، وأمر له بخلعة، وقال: إن أبا إسحاق وأبا العباس أشارا علي بقتلك. فقال إبْرَاهِيم: ما قلت لهما يا أمير المؤمنين؟
قَالَ: قُلْتُ إن قرابته قريبة ورحمه ماسة، وقد ابتدأناه بأمر ينبغي أن نستنه، فإن نكث فاللَّه مغير ما به، فقال إبراهيم: أما أن يكونا نصحاك فقد لعمر الله فعلا، ولكن أبيت إلا ما أنت أهله، فدفعت ما خفت بما رجوت فقال المأمون: مات حقدي بحياة عدوك وقد عفوت عنك، وأعظم من عفوي أنني لم أجرعك مرارة الشافعين.
أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي قَالَ: أنبأنا أبو القاسم [6] على/ بن المحسن، عن أَبِيهِ قال: أخبرني أبو الفرج الأصفهاني، حدثنا علي بن سليمان الأخفش حدثني محمد بن يزيد المبرد، حَدَّثَنَا الفضل بن مروان قَالَ. لما دخل إبراهيم بن المهدي على المأمون كلمه بكلام [1] كان سعيد بن العاص كلم به معاوية بن أبي سفيان في سخطة سخطها عَلَيْهِ، فاستعطفه به، وكان المأمون يحفظ الكلام، فقال المأمون [2] هيهات يا إبْرَاهِيم، هذا كلام سبقك به فحل بني العاص وقارحهم سعيد بن العاص وخاطب به معاوية، فقال لَهُ إبراهيم: يا أمير المؤمنين، وأنت أيضا إن عفوت فقد سبقك فحل بني حرب وقارحهم إلى العفو، فلا يكن حالي عندك في ذاك أبعد من حال سعيد من معاوية، فأنت أشرف منه وأنا أشرف من سعيد، وأقرب إليك من سعيد إلى معاوية، وإن أعظم الهجنة أن يسبق أمية هاشما إلى مكرمة قال: صدقت يا عم، قد عفوت عنك.
وفي هذه السنة: بنى المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل في رمضان، وكان المأمون قد مضى إلى معسكر الحسن بن سهل بفم الصلح للبناء ببوران وكان العباس بن المأمون قد تقدم أباه، فتلقاه الحسن خارج العسكر فثنى [3] الحسن رجله لينزل، فقال له الْعَبَّاس: بحق أمير المؤمنين لا تنزل. فاعتنقه الحسن وهو راكب.
ووافى المأمون وقت العشاء، فلما كان في الليلة الثالثة دخل على بوران وابتنى بها من ليلته، ونثرت عليه جدتها ألف درة كانت في صينية ذهب، وأقام المأمون عند الحسن سبع عشر يوما يعد له كل يوم ولجميع ما معه جميع ما يحتاج إِلَيْهِ، / وخلع الحسن على القواد عَلَى مراتبهم وحملهم ووصلهم، وكان يبلغ النفقة خمسين ألف ألف درهم، وأمر المأمون غسان بن عباد أن يدفع إلى الحسن عشرة آلاف ألف درهم [4] من مال فارس، فحملت إليه ففرقها في أصحابه وأقطعه فم الصلح، فلما انصرف المأمون شيعه الحسن، ثم رجع إلى فم الصلح [5] ، وكان ذهاب المأمون ومقامه ورجوعه أربعين يوما، ودخل إلى بغداد يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال.
وقيل: خرج المأمون إلى الحسن لثمان خلون من رمضان، ورحل من فم الصلح لثمان بقين من شوال سنة عشر ومائتين.
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر [أَحْمَد بْن عَلي بْن ثَابِت] [1] الحافظ قَالَ: أخبرني أحمد بْن محمد بْن يعقوب الوزان قَالَ: حدثني جدي محمد بن عبيد الله بن الفضل قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا عون بن مُحَمَّد، حدثنا عبد الله بن أبي سهل قَالَ: لما بنى المأمون ببوران بنت الحسن فرش له يوم البناء حصير من ذهب مشفوف، ونثر عليه جوهر كثير، فجعل بياض الجوهر يشرف على صفرة الذهب، وما مسه أحد، فوجه الحسن إلى المأمون هذا النثار نحب أن نلتقطه، فقال المأمون لمن حوله من بنات الخلفاء: شرفن أبا مُحَمَّد، فمدت كل [2] واحدة منهن يدها فأخذت درة، وبقي باقي الدر يلوح على الحصير.
أخبرنا القزاز قَالَ: أخبرنا الخطيب قَالَ: وقيل إن الحسن نثر على المأمون نثر [3] ألف حبة جوهر، وأشعل بين يديه شمعة عنبر وزنها مائة رطل، ونثر على القواد رقاعا فيها أسماء ضياع، فمن/ وقعت بيده رقعة أشهد له الحسن بالضيعة، وكان يجري مدة إقامة المأمون عنده على ستة وثلاثين ألف ملاح، فلما أراد المأمون أن يصاعد أمر له بألف ألف دينار، وأقطعه فم الصلح.
وفِي هذه السنة: خرج [4] عَبْد اللَّهِ بن طاهر من الرقة إلى مصر، وذلك أنه لما بعث نصر بن شيث العقيلي إلى المأمون كتب المأمون إليه يأمره بالمسير إلى مصر، فخرج وكان هناك عبيد اللَّه بن السري بن الحكم، فخرج يقاتل، فحمل [5] أصحاب عبد الله عليه [6] فهزم، فتساقط عامة أصحابه في النهر [7] ودخل الفسطاط منهزما، فأغلق على نفسه وأصحابه الباب، فحاصره ابن طاهر، فبعث إليه ليلا ألف وصيف و [ألف] [8]
وصيفة، مع كل وصيف ألف دينار في كيس حرير فردها، وكتب إليه: لو قبلت هديتك ليلا لقبلتها نهارا بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها 27: 36- 37 [1] فحينئذ طلب الأمان، وخرج إِلَيْهِ.
وكتب إلى المأمون أن ابن طاهر لما فتح مصر في أسفل كتاب له.
أخي أنت ومولاه ... ومن أشكر نعماه
فما أحببت من شيء ... فإني الدهر أهواه
وما تكره من شيء ... فإني لست أرضاه
لك الله على ذاك ... لك الله لك الله
وفي هذه السنة: فتح ابن طاهر الإسكندرية [2] .
وفيها: خلع أهل قم السلطان [3] ، ومنعوا الخراج، فكان خراجهم ألفي ألف درهم.
وسبب ذلك: أنهم استكثروا ما عليهم من الخراج [4] ، وكان/ المأمون لما اجتاز بالري حين قصد بغداد حط عن أهل الري جملة من الخراج، فطمع هؤلاء في مثل ذلك، فسألوه الحط عنهم [5] ، فلم يجب فامتنعوا من الأداء، فوجه إليهم المأمون علي بن هشام، ثم أمده بعجيف بن عنبسة، فظفر بهم وهدم سور قم، وجباها أربعة آلاف ألف ضعف ما تظلموا منه [6] .
وحج بالناس في هذه السنة صالح بن العباس بن محمد وهو والي مكة [7] .






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید