المنشورات

علي بن جبلة بن مسلم، أبو الحسن الشاعر، المعروف بالعكوك الضرير

ولد سنة ستين ومائة، وذهب بصره في الجدري، وهو ابن سبع سنين، مدح المأمون وأبا دلف وندرت من شعره نوادر، وسارت عنه أمثال. روى عنه: الجاحظ.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي علي بن أيوب الكاتب قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني قَالَ: حدثني علي بن هارون قال: أخبرني أبي قال: من مختار شعر علي بن جبلة:
لو أن لي صبرها أو عندها جزعي ... لكنت أعلم ما آتي وما أدع
لا أحمل اللوم فيها والغرام بها ... ما حمل الله نفسا فوق ما تسع
إذا دعى باسمها داع فأسمعني ... كادت له شعبة من مهجتي تقع [2]
ولما مدح [3] أبا دلف بقصيدته التي أولها:
زاد زور الغي عن صدره [4] ... وارعوى واللهو من وطره
[وأبت إلا البكاء له ... ضاحكات الشيب في شعره
جبل عزت مناكبه ... آمنت عدنان في ثغره
إنما الدنيا أبو دلف ... بين ناديه ومحتضره
فإذا ولي أبو دلف ... ولت الدنيا على أثره
يا دواء الأرض إن فسدت ... وبديل اليسر من عسره
كل من في الأرض من عرب ... بين باديه إلى حضره
مستعين منه مكرمة ... يكتسيها يوم مفتخره [5]]
وقد روينا أن المأمون لما بلغه ما بلغ فيه [علي] [1] بن جبلة من مدح أبي دلف طلبه فجيء به، فقال له: فضلت أبا دلف/ على العرب كلها، وأدخلت في ذلك قريشا وآل رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعترته، وأنا لا [2] أستحل دمك بهذا بل بكفرك في شعرك حيث تقول:
أنت الذي تنزل الأيام منزلها ... وتنقل الدهر من حال إلى حال
وما مددت مدى طرف إلى أحد ... إلا قضيت بأرزاق وآجال
ما يقدر على ذلك إلا الله عز وجل سلوا لسانه من قفاه ففعل به ذلك.
والصحيح أنه هرب من المأمون فمات في تواريه بغداد في هذه السنة، ولم يقدر عليه.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید