المنشورات

رجوع المأمون إلى أرض الروم

وفي سبب ذلك قولان:
أحدهما: أنه ورد عليه الخبر بقتل ملك الروم قوما من أهل طرسوس، والمصيصة زهاء ألف وستمائة، فرجع فدخل أرض الروم يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة [1] بقيت من جمادى الأولى، فأقام بها إلى نصف شعبان.
والثاني: أن توفيل بن ميخائيل كتب إليه، فبدأ بنفسه، فلم يقرأ الكتاب وخرج، فوافته رسل توفيل بأدنة، ووجّه خمسمائة رجل من أسرى المسلمين، فنزل المأمون في أرض الروم على حصن، فخرج على صلح، وصار إلى هرقلة، فخرج على صلح [2] ، ووجه أخاه أبا إسحاق، ففتح ثلاثين حصنا ومطمورة، ووجه يحيى بن أكثم، فأغار وقتل وحرق، وأصاب سبيا، ثم ارتحل المأمون [إلى دمشق] [3] .
وفي هذه السنة: خرج عبدوس الفهري/ فوثب بمن تبعه على عمال أبي إسحاق بن الرشيد، فقتل بعضهم، وذلك في شعبان، فشخص المأمون من دمشق يوم الأربعاء لأربع عشرة بقيت من ذي الحجة إلى مصر [4] .
وفيها: كتب المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم يأمره بأخذ الجند بالتكبير إذا صلّوا،فكانوا إذا صلوا وكانوا إذا قضوا [1] المكتوبة قاموا قياما، فكبروا ثلاث تكبيرات، وبدءوا بذلك في مسجد [رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم] بالمدينة، والرصافة يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من رمضان [2] .
وفيها: غضب المأمون على علي بن هشام، فوجه إليه عنبسة بن عجيف، وأحمد بن هشام وأمر بقبض أمواله، وسلاحه [3] .
وفيها: هرب جعفر بن داود القمي إلى قم وخلع بها [4] .
واختلفوا بمن حج بالناس في هذه السنة، فقيل سليمان بن عبد الله بن سليمان [ابن علي] [5] بن عَبْد اللَّهِ بن عباس. وقيل: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس، وكان المأمون ولاه اليمن، وجعل إليه ولاية كل بلدة دخلها حتى يصل إلى اليمن [6] ، فخرج من دمشق حتى قدم بغداد، فصلى بالناس ببغداد يوم الفطر وشخص منها يوم الاثنين لليلة خلت من ذي القعدة، فأقام الحج للناس [7] .






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید