المنشورات

بشر بْن غياث بْن أبي كريمة، أبو عَبْد الرَّحْمَنِ [المعروف] بالمريسي

[كَانَ شيخا فقيرا فقيها، دميم المنظر، وسخ الثياب، يشبه اليهود] [10] كَانَ يسكن فِي الدرب المعروف به، ويسمى درب المريسي، وَهُوَ بين نهر الدجاج ونهر البزازين، سمع الفقه من أبي يوسف القاضي، إلا أنه اشتغل بالكلام، وجرد [11] القول بخلق القرآن. وقد روى من الحديث شيئا يسيرا عن حمَاد بْن سلمة وسفيان بْن عيينة.
16/ أوكان أبو زرعة [الرازي] [1] يقول: بشر بْن غياث/ زنديق. وقال يزيد بْن هارون: هُوَ كافر حلال الدم يقتل [2] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدِ الْقَزَّازِ] [3] قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا حمد بن أحمد بن أبي طاهر، أَخْبَرَنَا أبو بكر النجاد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدورقي قَالَ [4] : حدثني محمد بْن نوح قَالَ:
سمعت هارون أَمِير الْمُؤْمِنِينَ يقول: بلغني أن بشر المريسي يزعم أن القرآن [5] مخلوق، للَّه علي إن أظفرني به [6] لأقتلنه قتلة مَا قتلها [7] أحد قط [8] .
أَخْبَرَنَا [أبو] [9] منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر [أحمد] [10] بن علي قَالَ:
أخبرني محمد بْن أحمد بْن يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْن نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: سمعت أبا جعفر محمد بْن صالح يقول: سمعت [أبا سُلَيْمَان داود بْن الحسين يقول: سمعت] [11] إسحاق بْن إبراهيم الحنظلي يقول: دخل حميد الطوسي عَلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وعنده بشر المريسي، فَقَالَ حميد: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا سيد الفقهاء، هَذَا [قد] [12] رفع عذاب القبر ومسألة منكر ونكير، والميزان، والصراط، [انظر هل يقدر أن يرفع الموت؟] [13] ثم نظر إِلَى بشر وقال لو رفعت الموت كنت سيد الفقهاء حقا [14] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي [بن ثابت [1] قال:] أخبرني الحسن بن محمد الخلال قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز قَالَ:
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي بن الحسين الأسدي، حَدَّثَنَا الفضل بْن يوسف بْن يعقوب بن القصباني، حدثنا محمد بن يوسف العباسي قال: وحدثني محمد بْن علي بْن ظبيان القاضي قَالَ: قال لي بشر المريسي: القول في القرآن قول من خالفني أنه غير مخلوق.
قلت فارجع عنه، قَالَ: أرجع عنه وقد قلته منذ أربعين سنة، ووضعت فيه الكتب، واحتججت فيه بالحجج [2] .
أَخْبَرَنَا أبو منصور [عَبْد الرَّحْمَنِ] [3] القزاز/ أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن 16/ ب ثابت [4] ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الملك [5] القرشي قَالَ: أَخْبَرَنَا عباس بْن الحسن البندار حَدَّثَنَا محمد بْن الحسين [6] الزَّعْفَرانيّ قَالَ: أخبرني زكريا بْن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بْن إسمَاعيل قَالَ: سمعت الحسين بْن علي الكرابيسي قَالَ: جاءت أم بشر المريسي إِلَى الشافعي رضي الله عنه فقالت: يَا أبا عبد اللَّه، أرى ابني يهابك ويحبك، وإذا ذكرت عنده أجلك، فلو نهيته عن هَذَا الرأي الذي هُوَ فِيهِ فقد عاداه الناس عَلَيْهِ [7] ، ويتكلم فِي شيء يواليه [8] الناس ويحبونه؟ فَقَالَ لها الشافعي: أفعل. فشهدت الشافعي وقد دخل عَلَيْهِ بشر، فَقَالَ لَهُ الشافعي: أخبرني عمَا تدعو إليه أكتاب ناطق أم فرض [9] مفترض، أم سنة قائمة، أم وجوب عن السلف البحث فيه والسؤال عنه؟ فَقَالَ بشر: لَيْسَ فيه كتاب ناطق، ولا فرض مفترض، ولا سنة قائمة، ولا وجوب عن السلف البحث فيه والسؤال عنه [10] ، إلا أنه لا يسعنا خلافه. فَقَالَ الشافعي: أقررت عَلَى نفسك بالخطأ، فأين أنت عَنِ الكلام فِي الفقه والأخبار، يواليك [11] الناس عَلَيْهِ وتترك هَذَا؟ قَالَ: لنا نهمة فيه فلمَا خرج بشر قَالَ الشافعي: لا يفلح [12] .
[أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ علي قال: أخبرنا الحسن بن محمد الخلَّال، حَدَّثَنَا يوسف بْن عمر القواس، حَدَّثَنَا أحمد بْن عيسى بْن السكين قَالَ:
سمعت أبا يعقوب إسحاق بْن إبراهيم يقول: مررت فِي الطريق، فإذا بشر المريسي والناس عَلَيْهِ مجتمعون، فمر يهودي، فأنا سمعته يقول: لا يفسد عليكم كتابكم كمَا أفسد أبوه علينا التوراة. يعني: أن أباه يهوديا] [1] .
توفي بشر فِي ذي الحجة من هَذِهِ السنة. وقيل: فِي سنة تسع عشرة، وَكَانَ الصبيان يتعادون بين يدي الجنازة ويقولون: من يكتب إِلَى مَالك، من يكتب إِلَى مَالك [2] ؟
أَخْبَرَنَا القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بْن علي بْن ثابت قَالَ: حَدَّثَنَا القاضي أبو محمد بْن الْحَسَن [3] بْن الحسين بْن رامين، حَدَّثَنَا أبو محمد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد 17/ أالجرجاني/، أَخْبَرَنَا عِمْرَانَ بْن موسى، أَخْبَرَنَا الحسن بْن محمد بْن الأزهر قَالَ:
سمعت عثمَان بْن سعيد الرازي قَالَ: حَدَّثَنَا الثقة من أصحابنا قَالَ: لمَا مَات بشر المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم السنة أحد إلا [4] عبيد الشونيزي، فلمَا رجع من جنازة المريسي لاموه، فَقَالَ: أنظروني حَتَّى أخبركم: مَا شهدت جنازة رجوت فيها من الأجر مَا رجوت فِي هَذِهِ، قمت فِي الصف، فقلت: اللَّهمّ إن [5] عبدك هَذَا كَانَ لا يؤمن [برؤيتك فِي الآخرة، اللَّهمّ فاحجبه عن النظر إِلَى وجهك يوم ينظر إليك المؤمنون، اللَّهمّ عبدك هَذَا كَانَ لا يؤمن] [6] بعذاب القبر، اللَّهمّ فعذبه اليوم فِي قبره عذابا لم تعذبه أحدا من العالمين. اللَّهمّ عبدك هَذَا كَانَ ينكر [الميزان، اللَّهمّ فخفف ميزانه يوم القيامة، اللَّهمّ عبدك هَذَا كَانَ ينكر] [7] الشفاعة اللَّهمّ ولا تشفع فيه أحدا من خلقك يوم القيامة، قال: فسكتوا عنه وضحكوا [8] .
أخبرنا القزاز قَالَ: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا علي بن محمد الْمُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا الحسن بْن عمرو المروزي قَالَ: سمعت بشر بْن الحارث يقول: جاء موت هَذَا الذي يقال لَهُ المريسي وأنا فِي السوق، فلولا أنه كَانَ موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود، والحمد للَّه الذي أمَاته هكذا [1] .
أَخْبَرَنَا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي [قال: أخبرنا] [2] الحسين بْن علي الطناجيري [3] حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي بْن سويد، حَدَّثَنَا عثمَان بْن إسمَاعيل السكري قَالَ: سمعت أبي يقول سمعت أحمد [بْن الدورقي] [4] يقول: مَات رجل من جيراننا شاب فرأيته فِي النوم وقد شاب، فقلت لَهُ: مَا قصتك؟ قَالَ: دفن/ بشر فِي مقبرتنا 17/ ب فزفرت جهنم زفرة شاب منها [5] كل من فِي المقبرة [6] .
وقد ذكرنا فِي أخبار زبيدة مثله.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید