المنشورات

محمود الوراق الشاعر، ابْن الحسن الوراق

أكثر القول فِي الزهد والأدب، روى عنه ابْن أبي الدنيا، وابن مسروق، وكان نخاسا يبيع الرقيق.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن جعفر الجوزي [1] قَالَ:
قَالَ أبو بكر بْن أَبِي الدنيا: أنشدني محمود الوراق قوله:
رجعت إِلَى السفيه بفضل حلمي ... فكان الحلم عنه لي [2] لجامَا
وظن بي السفاه فلم يجدني ... أسافهه وقلت لَهُ سلامَا
فقام يجر رجليه ذليلا ... وقد كسب المذلة والملامَا
وفضل الحلم أبلغ فِي سفيه ... وأحرى أن تنال به انتقامَا [3]
أَخْبَرَنَا عبد الرحمن [بن محمد] [4] قال: أخبرنا أحمد بْن علي، أَخْبَرَنَا الجوهري، أَخْبَرَنَا محمد بْن الْعَبَّاس حَدَّثَنَا أبو الحسن علي بْن موسى الرزاز [5] ، حَدَّثَنَا قاسم الأنباري قَالَ: حدثني أبو بكر الطالقاني، عن أبيه. قَالَ: كنت جالسا عند محمود الوراق والناس يعزونه عن جاريته نشو، وقد كَانَ أعطى، [بِهَا ألفا من الدنانير] [6] وإذا 32/ ب بعض/ المعزين يكرر ذكر [7] فضلها عنده ليحزنه، ففطن لَهُ، فأنشأ يقول:
ومنتصح يكرر ذكر نشو ... ليحدث لي بذكراها اكتئابا
أقول وعد مَا كانت تساوي ... سيخلفها الذي خلق الحسابا
عطيته إذا أعطى سرورا ... وإن أخذ الذي أعطى أثابا
فأي النعمتين أعم فضلا ... وأكرم فِي عواقبها إيابا
أنعمته التي أهدت سرورا ... أم الأخرى التي أهدت ثوابا
بل الأخرى التي نزلت بكره ... أحق بصبر من صبر احتسابا [8]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نَاصِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن علي بْن ميمون، أَخْبَرَنَا محمد بْن علي بْن عَبْد الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا جعفر بْن محمد بْن حاجب، حَدَّثَنَا الحسين بْن محمد الفزاري قَالَ: أنشدني الحسن بْن علي بْن بزيع قَالَ: أنشدني محمود الوراق [قَالَ:] [1] .
العمر ينقص والذنوب تزيد ... ويقال عثرته الفتى ويعود
أنى يطيق جحود ذنب موبق ... رجل جوارحه عَلَيْهِ شهود
/ والمرء يسأل عن سنيه فيشتهي ... تقليلها وعن الممات يحيد [2] 33/ أ
هيهات لا غلط وليس بدافع ... للموت تقريب ولا تبعيد
أَخْبَرَنَا محمد بْن ناصر قَالَ: أَخْبَرَنَا طراد بْن محمد قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو الحسين بْن بشوان [قَالَ] [3] : حَدَّثَنَا أبو علي الْبَرْذَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحَمَّدِ القرشي قَالَ [4] : سمعت محمود الوراق ينشد:
يمثل [5] ذو اللب فِي نفسه ... مصيبته قبل أن تنزلا
فإن نزلت بغتة لم ترعه ... لمَا كَانَ فِي نفسه مثلا
رأى الأمر يفضي [6] إِلَى آخر ... فصير آخره أولا
وذو الجهل يأمن أيامه ... وينسى مصارع من قد خلا
فإن بدهته [7] صروف الزمَان ... ببعض مصائبه أعولا
ولو قدم الجرم فِي نفسه [8] ... لعلمه الصبر حسن البلا
أَخْبَرَنَا ابْن ناصر، عن أبي القاسم بْن البسري [1] ، عن أبي عبد الله بن بَطَّةَ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَارِيِّ قال: حَدَّثَني أبي. قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن الأعرابي عن محمود الوراق:
بقيت مَالك ميراثا لوارثه ... فليت شعري مَا بقى لك المَال
القوم بعدك فِي حال تسرهم ... فكيف بعدهم دارت بك الحال
مَالت بهم عنك [3] دنيا أقبلت بهم ... وأدبرت عنك والأيام أحوال
33/ ب/ ملّوا البكاء فمَا يبكيك من أحد ... واستحكم القيل فِي الميراث والقال





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید