المنشورات

عجيف بْن عنبسة

قائد كبير من القواد، قد ذكرنا في الحوادث [4] أنه خامر عَلَى الخليفة، فأخذ ومنع المَاء حَتَّى مَات. وروي أنه قتل وطرح [5] تحت حائط.
[أنبأنا محمد بْن عبد الباقي، أنبأنا التنوخي، عن أبيه روى عن محمد بْن الفضل الجرجاني أَنَّهُ تحدث فِي وزارته للمعتصم قَالَ: كنت أتولى ضياع عجيف- وَهُوَ أحد القواد- فرفع عليّ أنني جئت وأخرجت الضياع، فأنفذ إلي، فأدخلت عَلَيْهِ وَهُوَ يطوف فِي داره عَلَى ضياع فيها، فلمَا رآني شتمني وقال: أخربت الضياع، ونهبت الارتفاع والله لأقتلنك، هاتوا السياف [6] . فأحضرت ونحيت للضرب، فلمَا رأيت ذلك ذهب عقلي وبلت عَلَى ساقي، فنظر كاتبه إلي فَقَالَ: أعز الله الأمير، أنت مشتغل القلب بهذا البناء وضرب هَذَا أو قتله فِي أيدينا ليس يفوت فتأمر بحبسه، وانظر فِي أمره، فإن كانت الرقعة صحيحة فليس يفوتك عقابه، وإن كانت باطلة لم تستعجل الإثم وتنقطع عمَا أنت بسبيله من المهم. فأمر بي إِلَى الحبس فمكثت أياما، وقتل المعتصم عجيفا، فاتصل الخبر بكاتبه فأطلقني، فخرجت ومَا أهتدي إِلَى حبة فضة فمَا فوقها، فقصدت صاحب الديوان بسر من رأى فسر بإطلاقي، وقلدني عملا فنزلت دارا، فرأيت مستحمها غَيْر نظيف، فإذا تل فجلست أبول عَلَيْهِ، وخرج صاحب الدار فَقَالَ لي: أتدري عَلَى أي شيء بلت؟
قُلْتُ: عَلَى تل تراب. فضحك وقال: هَذَا رجل من قواد السلطان يعرف بعجيف سخط عَلَيْهِ، وحمله مقيدا، فلمَا صار ها هنا قتل، وطرح فِي هَذَا المكان تحت حائط، فلما انصرف العسكر طرحنا الحائط ليواريه من الكلاب، فهو والله تحت هَذَا التل التراب.
قَالَ: فعجبت من بولي خوفا منه ومن بولي عَلَى قبره] [1] .





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید