المنشورات

بشر بْن [الحارث بْن] عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عطاء بن هلال بن ماهان، أبو 56/ أنصر، المعروف بالحافي

مروزي ولد بمرو، وسكن بغداد، وفاق أهل عصره فِي الورع والزهد وحسن الطريقة، وسمع إِبْرَاهِيم بْن سعد، ومَالك، وحمَاد بْن زيد، وابن المبارك، وخلقا كثيرا، وشغله التعبد عن الرواية، فلم يتنصب لها.
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي، قال أخبرنا [1] عبد العزيز بن علي قال: حدثنا علي بْن عبد الله الهمداني، حَدَّثَنَا القاسم بن الحسن بْن جرير، حَدَّثَنَا محمد بْن أبي عتاب [2] ، عن محمد بْن المثنى قَالَ: قلت لأحمد بْن حنبل مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرجل؟ فَقَالَ: أي الرجال؟ فقلت: بشر، قَالَ: سألتني عن رابع سبعة من الأبدال، ما مثله عندي إلا مثل رجل ركز [3] رمحا فِي الأرض، ثم قعد منه عَلَى السنان، فهل ترك لأحد موضعا يقعد فيه؟ [4] .
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] عَبْد الرَّحْمَنِ بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي، أَخْبَرَنَا [5] الأزهري قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله بْن إبراهيم القزاز قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر الخالدي، حدثني أبو حامد بْن خَالِد الحذاء قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: مَا أخرجت بغداد أتم عقلا ولا أحفظ للسانه [من بشر بْن الحارث] ، كَانَ فِي كل شعرة منه عقل، وطئ الناس عقبه خمسين سنة، مَا عرف له غيبة لمسلم، لو قسم عقله عَلَى أهل بغداد صاروا عقلاء، ومَا نقص من عقله شيء [6] .
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] القزاز قَالَ: [أَخْبَرَنَا أبو بكر] الخطيب أحمد قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بْن محمد بْن عبد الله المقرئ، أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن مسلم [7] / 56/ ب الختلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الخالق، حَدَّثَنَا أبو بكر المروزي قَالَ: سمعت أبا عمران الوركاني يقول: تخرق إزار بشر، فقالت لَهُ أخته: يَا أخي، قد تخرق إزارك، وهذا البرد، فلو جئت بقطن حَتَّى أغزل لك، قَالَ: فكان يجيء بالأستارين والثلاثة فقالت لَهُ: إن الغزل قد اجتمع، أفلا تسلم إزارك إن أردت السرعة؟ فَقَالَ لها هاتيه، فأخرجته إليه، فوزنه وأخرج ألواحه وجعل يحسب الأساتير، فلمَا رآها قد زادت فيه قَالَ: كمَا أفسدتيه فخذيه.
قَالَ المروزي: وسمعت بعض القطانين يقول: أهدى إلي أستاذ لي رطبا وكان بشر يقيل [1] فِي دكاننا فِي الصيف [2] ، فَقَالَ لَهُ أستاذي: يَا أبا نصر، هَذَا من وجه طيب، فإن رأيت أن تأكله، قَالَ: فجعل يمسه بيده، ثم ضرب بيده إِلَى لحيته، وقال: ينبغي أن أستحي من الله، إني [عِنْد الناس] [3] تارك لهذا وآكله فِي السر [4] .
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر بن علي [بن ثابت] قال: [5] أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصواف، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حدثني أبو حفص عمر ابْن أخت بشر الحافي قَالَ:
حدثتني أمي قالت: جاء رجل إلى الباب فدقه فأجابه بشر: من هَذَا؟ قَالَ: أريد بشرا، فخرج إليه فَقَالَ لَهُ: حاجتك. قَالَ: عافاك الله، أنت بشر؟ قَالَ: نعم، حاجتك [6] ، قَالَ: إني رأيت رب العزة [تعالى] فِي المنام وَهُوَ يقول: اذهب إِلَى بشر فقل لَهُ: يَا بشر، لو سجدت عَلَى الجمر مَا أديت [7] شكري فيمَا قد بثثت لك-[أو نشرت لك] [8]- في 57/ أالناس/. فَقَالَ لَهُ: أنت رأيت ذلك [9] ؟ قَالَ: نعم رأيته مرتين [10] ، ليلتين متواليتين [11] فَقَالَ: لا تخبر به أحدا، ثم دخل وولي وجهه إِلَى القبلة، وجعل يبكي ويضطرب، وجعل [12] يقول: اللَّهمّ إن كُنْت شهرتني فِي الدنيا، ونوهت باسمي، ورفعتني فوق قدري عَلَى أن تفضحني [13] فِي القيامة، فعجّل الآن عقوبتي [14] ، خذ مني بمقدار ما يقوى عليه بدني [15] .
قَالَ المصنف: [1] وقد جمعت كتابا فيه فضائل بشر الحافي وأخباره، فلهذا اقتصرت [2] عَلَى مَا ذكرت ها هنا كراهية للإعادة [والتطويل] [3] .
توفي بشر في هذه السنة [4] عشية الأربعاء لعشر بقين من ربيع الأول من سنة سبع وعشرين، قبل موت المعتصم بستة أيام، وقد بلغ من السن خمسا [5] وستين سنة.
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا [أبو بكر] أحمد بن علي [6] ، أخبرنا الفاضي أبو الْعَلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا محمد بْن يوسف [7] بْن يعقوب، حَدَّثَنَا أبو الفتح محمد بْن أحمد النحوي قَالَ: سمعت الحسين [8] بْن أحمد بْن صدقة يقول: سمعت أحمد بْن زهير يقول: سمعت يحيى بن عبد الحميد الحمَاني [9] يقول: رأيت أبا نصر التمَار، وعلي بْن المديني فِي جنازة بشر بْن الحارث [10] يصيحان فِي الجنازة: هَذَا شرف والله شرف الدنيا قبل شرف الآخرة، وذلك أن بشر بْن الحارث [11] [وَقَدْ] [12] أخرجت جنازته بعد صلاة الصبح، ولم يجعل فِي قبره إلا فِي الليل، وَكَانَ نهارا صائفا، ولم يستقر فِي القبر إِلَى العتمة [13] .






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید