المنشورات

عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن حفص [بْن عمر] بْن موسى بن عبيد الله بن معمر

أبو عبد الرحمن التيمي، ويعرف بابن عائشة، لأنه من ولد عائشة بنت طلحة ابن عبيد الله التيمي [1] .
سمع حمَاد بْن سلمة، وسفيان بْن عيينة، وخلقا كثيرا، روى عنه: أحمد بْن حنبل، والبرجلاني، وإبراهيم الحربي، والبغوي، وَكَانَ من أهل البصرة فقدم بغداد، وحدث بِهَا، ثم عاد إِلَى البصرة، وَكَانَ فصيحا أديبا سخيا، حسن الخلق، عارفا بأيام الناس، صدوقا. وقال إبراهيم الحربي: مَا رأت عيني مثل ابْن عائشة.
[أَخْبَرَنَا أبو منصور قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بكر قَالَ:] [2] أَخْبَرَنَا الحسين بْن مُحَمَّد [3] أخو الخلال، أَخْبَرَنَا إبراهيم بْن عبد الله الشطي، حَدَّثَنَا أبو القاسم الكريزي، حَدَّثَنَا محمد بْن زكريا الغَلَّابِي [4] قَالَ: كنت عند ابْن عائشة فسأله رجل أن [5] يهب لَهُ شيئا، فنزع جبة [سعيدية] [6] كانت عليه تساوي ستة دنانير أو سبعة، فدفعها إليه، فَقَالَ لَهُ وكيله مَا أخوفني عليك أن تموت فقيرا، فَقَالَ: كيف؟ قَالَ: كانت لك ست جباب فوهبتها، وبقيت لك هَذِهِ الجبة، فوهبتها [7] وهذا الشِّتَاء مقبل. فَقَالَ: إليك عني، فإني أريد أن أكون كمَا قَالَ الأول:
62/ ب
/ وفتى خلا من مَاله ... ومن المروة غير خالي
أعطاك قبل سؤاله ... فكفاك مكروه السؤال
وإذا رأى لك موعدا ... كَانَ الفعال مَعَ المقال
للَّه درك من فتى ... مَا فيك من كرم الخصال [8]
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] عَبْد الرَّحْمَنِ قَالَ: [أَخْبَرَنَا أبو بكر] أحمد بْن علي [9] قال:
أَخْبَرَنَا الأزهري، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عمر الخلال، أَخْبَرَنَا أبو بكر بْن أبي شيبة، قَالَ: قَالَ جدي: أنفق ابْن عائشة عَلَى إخوانه أربعمَائة ألف دينار [فِي الله] [1] حَتَّى التجأ إِلَى أن باع سقف بيته.
قَالَ المصنف: كَانَ ابْن عائشة مَعَ معانيه الكاملة شديد القوة فِي اليدين [2] ، فكان يمسك بيمينه ويساره شاتين إِلَى أن يسلخا.
ولمَا حدث بواسط وشخص إِلَى البصرة فات بعض من سمع منه الحديث بعض مَا سمع [3] ، فأخذ جرة جديدة، فملأها مَاء وغطاها، ومضى يتبعه، فلمَا صار إِلَى البطائح وعدم المَاء العذب أتاه بِهَا، فسر بذلك وفرقها [4] بين أصحابه، ثم قَالَ لَهُ: مَا حاجتك [5] ؟ فَقَالَ: فاتني شيء من حديثك، فقرأه عَلَيْهِ، وأعطاه خمسين دينارا، ثم أعطاه دراهم وقال: أنفق هَذِهِ فِي طريقك حَتَّى تخلص لك الخمسون.
توفي في رمضان هذه السنة.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید