المنشورات

يوسف بْن يحيى، أبو يعقوب البويطي

منسوب إِلَى قرية يقال لها: بويط، وَكَانَ الشافعي رضي الله عنه يقرّبه ويؤثره [7] ، 77/ أوجلس بعده فِي مكانه وَكَانَ فقيها/ ثقة، وَكَانَ متعبدا [8] زاهدا، وحمل فِي أيام المحنة إِلَى بغداد فلم يجب، فحبس فمَات فِي الحبس في هذه السنة [9] .
أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرنا أحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن علي الأستراباذي، أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بْن محمد الطيبي [10] ، حَدَّثَنَا أبو نعيم عَبْد الملك بْن محمد [قَالَ: سمعت الربيع] [11] قَالَ: سمعت أبا الوليد بْن أبي الجارود يقول: كان أبو يعقوب البويطي جاري، فمَا كنت أنتبه [12] ساعة من الليل إلا وأسمعه [13] يقرأ ويصلي. قَالَ الرَّبِيع: كَانَ أبو يعقوب أبدا يحرك شفتيه بذكر الله تعالى- أو نحو مَا قَالَ [14] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى [1] بْن عبد العزيز، حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أحمد [2] الأنمَاطي، حَدَّثَنَا محمد بْن حمدان الطرائقي، حَدَّثَنَا الربيع بْن سليمَان قَالَ: رأيت البويطي عَلَى بغل، وفي عنقه غل، وفي رجليه قيد، وبين الغل والقيد [3] سلسلة حديد، وفيها طوبة [4] وزنها أربعون رطلا، وَهُوَ يقول: إنمَا خلق اللَّه الخلق بكن، فإذا كانت كن مخلوقة، فكان مخلوقا [5] خلق مخلوقا [6] ، فو الله لأموتن [7] فِي حديدي هَذَا حَتَّى يأتي من بعدي قوم يعلمون أنه قد مَات فِي هَذَا الشأن قوم فِي حديدهم، ولئن أدخلت إليه لأصدقنه- يعني الواثق- قَالَ الربيع: وكتب إلي من [8] السجن [يقول:] [9] إنه ليأتي علي أوقات لا أحس بالحديد أنه عَلَى بدني حَتَّى تمسه يدي فإذا [10] قرأت كتابي هَذَا فأحسن خلقك مَعَ أهل حلقتك، واستوص بالغرباء خاصة خيرا، فكثيرا [11] مَا كنت أسمع الشافعي رحمه اللَّه [12] يتمثل بهذا البيت:
أهين لهم نفسي لكي يكرمونها ... ولا تكرم النفس التي لا تهينها [13]
توفي البويطي فِي رجب هَذِهِ السنة. وقيل: سنة اثنتين وثلاثين ومائتين [14] ، / 77/ ب والأول أصح.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید