المنشورات

أحمد بْن حرب بْن عبد الله بْن سهل بْن فيروز ، أبو عبد الله الزاهد النيسابورىّ، وقيل: المروزي

 سمع سفيان بْن عيينة، وأبا عامر العقدي، وأبا داود الطيالسي في خلق كثير. / [و] [3] كان عالمَا ورعا متعبدا، والكرامية تنتحله، وورد بغداد أيام أحمد بْن حنبل، وحدث بِهَا.
قَالَ يحيى بْن معين: إن لم يكن أحمد بْن حرب من الأبدال فلا أدري من هم [4] .
أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بَكْرِ [5] بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا عبد الله بْن محمد الكعبي قال: أخبرنا إسماعيل بْن قتيبة قَالَ: دخلت عَلَى أحمد بْن حنبل وقد قدم أحمد بْن حرب من مكة، فَقَالَ لي أَحْمَد: من هَذَا الخراساني الذي قدم؟ قلت: من زهده كذا وكذا، ومن ورعه كذا وكذا [6] ، فَقَالَ: لا ينبغي لمن يدعي مَا يدعيه أن يدخل نفسه فِي الفتيا [7] .
أَخْبَرَنَا [8] زاهر بْن طاهر، أَخْبَرَنَا أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال: حدثني أبو العباس عبيد الله [9] بْن أحمد الصوفي قَالَ:
حدثني أبو عَمْرو محمد بْن يحيى قَالَ: مر أحمد بْن حرب بصبيان يلعبون، فَقَالَ أحدهم: أمسكوا فإن هَذَا أَحْمَد بْن حرب الذي لا ينام الليل قَالَ: فقبض أحمد عَلَى لحيته، وقال: الصبيان يهابونك بأنك لا تنام وأنت تنام. قَالَ: فأحيا الليل بعد ذلك إِلَى أن توفي لم ينم الليل.
وبلغنا عن أحمد بْن حرب أنه قَالَ: المنازل أربعة، فثلاثه منها مجاز، والرابع الحقيقة [1] : عمرنا فِي الدنيا، ومكثنا فِي القبور، ومقامنا فِي الحشر، ومنصرفنا إِلَى الأبد [2] الَّذِي خلقنا لَهُ، فمثل عمرنا فِي الدنيا كالمتعشى للحاج لا يطمئنون ولا يحلون الأثقال عَنِ الدواب لسرعة الارتحال، ومكثنا فِي القبور مثل أحد المنازل [3] للحاج يضعون الأثقال ويستريحون/ يومَا وليلة ثم يرتحلون، ومثل مقامنا فِي الحشر كمقدمهم 92/ أمكة يوفون النذور [4] ويقضون النسك، ثم يتفرقون، وكذلك القيامة يفترق فيها الناس إِلَى الجنة أو السعير [5] .
أَخْبَرَنَا [6] زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن الحسين البيهقي [7] أخبرنا [8] أبو عبد الله الحاكم قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بْن أحمد القاضي [9] يقول: سمعت أبا عبد الله مُحَمَّد بْن جعفر الزاهد يقول: سمعت زكريا بْن أبي دلويه يقول: رأيت أحمد بْن حرب بعد وفاته بشهر فِي المنام، فقلت: مَا فعل بك ربك؟ قَالَ: غفر لي وفوق المغفرة. قلت: ومَا فوق المغفرة؟ قال: أكرمني بأن يستجيب دعوات المسلمين إذا توسلوا بقبري.
توفي أحمد بْن حرب فِي رجب هَذِهِ السنة وَهُوَ ابْن ثمَان وخمسين سنة وأشهر.






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید