المنشورات

ظهور رجل بسامراء

وفي هذه السنة: ظهر رجل بسامراء [4] يقال لَهُ: محمود بْن الفرج، فزعم [5] أنه ذو القرنين، ومعه سبعة عشر رجلا من [عند] [6] خشبة بابك، وخرج من أصحابه بباب العامة رجلان، وببغداد فِي مسجد مدينتها آخران [7] ، وزعم أنه نبي، فأتي به وبأصحابه المتوكل [8] ، فأمر بضربه بالسياط، فضرب [9] ضربا شديدا، وحبس أصحابه وكانوا قدموا من نيسابور، ومعهم شيء يقرءونه، ومعهم عيالاتهم، وفيهم [10] شيخ يشهد لَهُ بالنبوة، ويزعم أنه يوحى إليه، وأن جبريل يأتيه بالوحي، فضرب محمود مَائة سوط، فلم ينكر نبوته حين ضرب، وضرب الشيخ الذي كَانَ يشهد لَهُ بالنبوة أربعين سوطا، فأنكر نبوته حين ضرب. وحمل محمود إِلَى باب العامة، فأكذب نفسه، وقال الشيخ: قد اختدعني هَذَا، وأمر أصحابه أن يصفعوه فصفعه كل واحد عشر صفعات، وأخذ لَهُ مصحف فيه كلام قد جمعه ذكر أنه قرآنه، وأن جبريل كَانَ يأتيه به [11] ، ثم مات يوم الأربعاء لثلاث خلون من ذي الحجة [ودفن] [1] فِي الجزيرة [2] .
وقام رجلان ببغداد فِي ذي القعدة والإمَام فِي الصلاة، فصاحا وأفسدا عَلَى الناس صلاتهم، حَتَّى قرأ الإمَام فِي الركعة الثانية: قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 وذكرا أنهما نبيان وكان 97/ أهذا في مسجد غربي بغداد، وقام/ آخران بسامراء [فِي هذا اليوم] [3] ففعلا ذلك.





مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید