المنشورات

الحسن بْن سهل بْن عبد الله، أبو أحمد

أَخْبَرَنَا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي [أبو بكر الخطيب] [11] قال:
هو أخو ذي الرئاستين الفضل بْن سهل. وكانا من أهل بيت الرئاسة فِي المجوس، فأسلمَا وأبوهمَا أيام الرشيد، واتصلوا بالبرامكة، وَكَانَ سهل مضمومَا ليحيى بْن خالد، وضم يحيى الْحَسَن والفضل [ابني سهل] إِلَى ابنيه: الفضل وجعفر [يكونان معهمَا] ، فضم جعفر الفضل بن سهل إلى المأمون، وهو ولي عهد، فغلب عَلَيْهِ [1] ولم يزل معه إِلَى أن قتل الفضل بخراسان، فكتب المأمون إِلَى الحسن بْن سهل وَهُوَ ببغداد يعزيه بأخيه، ويعلمه أنه قد استوزره، فلم يكن أحد من بني هاشم ولا من سائر القواد يخالف للحسن بْن سهل أمرا، ولا يخرج له عن طاعة، إلى أن بايع المأمون لعلي بْن موسى الرضا بالعهد، فغضب بنو العباس وخلعوا المأمون وبايعوا إبراهيم بْن المهدي، فلمَا جاء المأمون إِلَى بغداد زاد في إكرام الحسن وتزوج بابنته بوران [2] .
أَخْبَرَنَا [أبو منصور] القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا [أبو بكر] [3] أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أبي جَعْفَر القطيعي قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن همَام [الشيباني] [4] حَدَّثَنَا أبو مُزَاحِم موسى بْن عُبَيْد اللَّهِ [5] بْن يحيى بْن خاقان قَالَ: [6] حدثني أبي، عن أبيه، قَالَ: حضرت الحسن بْن سهل وقد [7] جاءه رجل يستشفع به فِي حاجة فقضاها، فأقبل الرجل يشكره، فَقَالَ له الحسن: علام تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة، كمَا أن للمَال زكاة؟ ثم أنشأ الحسن يقول:
103/ ب/
فرضت علي زكاة مَا ملكت يدي ... وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا
فإذا ملكت فجد وإن لم تستطع ... فاجهد بوسعك كله أن تنفعا [8]
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الخطيب قَالَ: أخبرني الأزهري قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن إبراهيم بْن الحسن قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن عرفة قَالَ: حدثني بعض ولد الحسن بن سهل أنه رأى سقاء يمر فِي داره، فَقَالَ لَهُ: مَا حالك؟ فشكى إليه ضيقه، وذكر أن لَهُ بنتا يريد زفافها، فأخذ ليوقع لَهُ بألف درهم، فأخطأ فوقع لَهُ بألف ألف درهم، فأتى بِهَا السقاء وكيله فأنكر ذلك، وتعجب أهله منه وهابوا [9] أن يراجعوه، فأتوا غسان بن عباد، وكان من الكرمَاء، فأخبروه، فأتاه فَقَالَ لَهُ: أيها الأمير، إن الله لا يحب المسرفين، فَقَالَ لَهُ الْحَسَن: ليس فِي الخير إسراف، ثم ذكر لَهُ السقاء فَقَالَ: والله لا رجعت عن شيء خطته يدي، فصولح السقاء عَلَى جملة منها ودفعت إليه [1] .
توفي الحسن بْن سهل يوم الْخَمِيسِ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنُ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ من هَذِهِ السنة [2] ، وَكَانَ سبب وفاته أنه شرب [من صبيحة هَذَا اليوم] [3] دواء فأفرط عمله فمَات وقت الظهر وله سبعون سنة.






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید