المنشورات

حاتم الأصم، وَهُوَ: حاتم بْن عنوان . وقيل: حاتم بْن يوسف، أبو عَبْد الرَّحْمَنِ البلخي

وَهُوَ مولى المثنى بْن يحيى المحاربي. أسند الحديث عن شقيق بْن إبراهيم، وشداد بْن حكيم، وعبد الله بْن المقدام، ورجاء بْن محمد الصاغاني.
روى عنه: حمدان بن ذي النون، ومحمد بن فارس البلخيان، ومحمد بن مكرم [7] الصفار.
فأما تسمية الأصم: فأَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد قَالَ: أَخْبَرَنَا [أحمد بْن علي بْن ثابت] [8] الْخَطِيب قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الكريم بْن هوازن القشيري قَالَ: سمعت أبا علي الحسن بْن علي الدقاق يقول: جاءت امرأة فسألت حاتمَا [9] عن مسألة، فاتفق أن خرج منها ريح لها صوت [10] فخجلت، فَقَالَ لها حاتم: ارفعي من صوتك، فأرى من نفسه أنه أصم، فسرت المرأة بذلك وقالت: إنه لم يسمع الصوت، فغلب عَلَيْهِ الأصم [11] .
أخبرنا القزاز قال: أخبرنا [أحمد بن علي] [12] الخطيب قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد العزيز بْن علي الوراق قَالَ: حَدَّثَنَا علي بن عبد الله الهمذاني قال: حدثنا إبراهيم ابْن أبي حصين قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بْن غنام قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن محمد بْن جعفر الْحُلْوَانِيّ قَالَ: حدثني أبو عبد الله الخواص- وَكَانَ من [علية] أصحاب حاتم- قَالَ:
لمَا دخل حاتم بغداد اجتمع إليه أهلها فقالوا لَهُ: أنت رجل أعجمي، ليس يكلمك أحد إلا قطعته لأي معنى؟
قَالَ حاتم: معي ثلاث خصال، أظهر بِهَا عَلَى خصمي، قالوا [1] : مَا هي [2] ؟
قَالَ: أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ نفسي لأتجاهل عَلَيْهِ، فبلغ ذلك أحمد بْن حنبل فَقَالَ: سبحان الله مَا كَانَ أعقله من رجل [3] .
أَخْبَرَنَا القزاز قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن ثَابِت قَالَ: أخبرنا عبد العزيز بن علي [الوراق قَالَ: حَدَّثَنَا علي] [4] بن عبد الله الهمذاني قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن عبيد الله بْن حفص، عن علي بْن الموفق قَالَ: سمعت حاتمَا الأصم يقول: لقينا الترك، وَكَانَ بيننا جولة، فرمَاني تركي بوهق فقلبني عن فرسي، ونزل عن دابته فقعد عَلَى صدري، وأخذ بلحيتي هَذِهِ الوافرة، وأخرج من خفه سكينا ليذبحني [به] [5] ، فو حقّ سيدي ما كان قلبي/ عنده 109/ أولا عند سكينه، إنمَا كَانَ قلبي عند سيدي، أنظر مَاذا ينزل به القضاء [منه] [6] ! فقلت:
يَا سيدي، إن قضيت عَلَى أن يذبحني هَذَا فعلى الرأس والعين، إنمَا أنا لك وملكك [7] ، فبينا أنا أخاطب سيدي وَهُوَ قاعد عَلَى صدري آخذ بلحيتي ليذبحني، إذ رمَاه بعض المسلمين [بسهم] فمَا أخطأ حلقه، فسقط عني، فقمت أنا إليه فأخذت السكين من يده فذبحته! فمَا هُوَ إلا أن تكون قلوبكم عند السيد حَتَّى تروا من عجائب لطفه مَا لم تروا من الآباء والأمهات [8] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [الْقَزَّازِ قَالَ:] أَخْبَرَنَا أحمد بْن ثابت [الخطيب قَالَ:] [9] أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد الأصبهاني قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بْن محمد الخلدي قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ قال: حَدَّثَنَا سعدون الرازي قَالَ: كنت مَعَ حاتم وَكَانَ يتكلم، فقل كلامه فَقِيل لَهُ فِي ذلك [10] ، فقال: قد كنت تتكلم فينتفع بك [1] الناس؟ قَالَ: إني لا أحب أن أتكلم بكلمة [2] قبل أن أستعد جوابها للَّه، فإذا قَالَ الله [تَعَالَى لي] [3] يوم القيامة: لم قلت كذا؟ قلت: يَا رب لكذا [4] .
توفي حاتم الأصم [عَلَى جبل واشجرد] [5] في هذه السنة.







مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید