المنشورات

بشر بْن الوليد بْن خالد، أبو الوليد الكندي

سمع مَالك بْن أنس، وصالحا المري، وشريك بن عبد الله، وأبا يوسف، ومنه أخذ الفقه.
روى عنه جماعة منهم: البغوي [9] ، وكان عالما دينا [10] فقيها ثقة، جميل المذهب، حسن الطريقة، وولي القضاء بعسكر المهدي من جانب بغداد الشرقي لما عزل عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومي، وذلك سنة ثمان ومائتين [1] ، وأقام على ولايته سنتين، وعزل وولي قضاء مدينة المنصور في سنة عشر [2] ، فلم يزل يتولاه إلى أن صرف عنه في سنة ثلاث عشرة ومائتين [3] .
أخبرنا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا أبو بكر [أَحْمَد بْن عَلي بْن ثَابِت] [4] الحافظ قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بْن المحسن وقال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لمَا عزل المأمون إِسْمَاعِيل بْن حمَاد بْن أبي حنيفة استقضى عَلَى مدينة المنصور بشر بْن الوليد الكندي، وَكَانَ عالمًا دينا خشنا فِي باب الحكم، واسع الفقه، وَهُوَ صاحب أبي يوسف وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يمكن جمعها.
قَالَ طلحة: وحدثني عبد الباقي بْن قانع عن بعض شيوخه: أن يحيى بْن أكثم شكى بشر بْن الْوَلِيد إِلَى المأمون وقال: إنه لا ينفذ قضائي، وَكَانَ يحيى قد غلب عَلَى المأمون حَتَّى كَانَ أكثر من ولده، فأقعده المأمون معه عَلَى سريره، ودعا بشر بْن الوليد فَقَالَ لَهُ: مَا ليحيى [5] يشكوك ويقول إنك لا تنفذ أحكامه؟ فَقَالَ: يَا أَمِير المؤمنين، سألت عنه بخراسان فلم يحمد في بلده، ولا فِي جواره، فصاح به المأمون وقال: اخرج فخرج/ [بشر] فَقَالَ يحيى يَا أمير المؤمنين، قد سمعت فاصرفه، فقال: ويحك [6] ، هذا 111/ ألم يراقبني، فكيف أصرفه؟ ولم يفعل [7] .
قَالَ المصنف [8] : كَانَ بشر مَعَ ميله إِلَى أصحاب الرأي لا يعين عَلَى أحمد بْن حنبل، وسعى به رجل إِلَى المعتصم فَقَالَ: إنه لا يقول القرآن مخلوق، فحبسه في بيته ونهاه أن يفتي، فلمَا ولي المتوكل أطلقه، وأمره أن يفتي ويحدث وأشكل عَلَيْهِ أمر القرآن، فَقَالَ بالوقف، فذمه أصحاب الحديث وتركوه. وتغير بالكبر حَتَّى قالوا: قد خرف [1] .
وتوفي في هذه السنة عن سبع وتسعين سنة، ودفن فِي مقبرة [2] باب الشام.







مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید