المنشورات

إبراهيم بْن خالد بْن أبي اليمَان، أبو ثور الكلبي الفقيه الشافعي

سمع سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن عليه، ووكيعا، وأبا معاوية، ويزيد بْن هارون، والشافعي، وغيرهم.
روى عنه: أبو داود السجستاني، ومسلم بْن الحجاج، وغيرهمَا.
وَكَانَ يميل إِلَى الرأي، فلمَا قدم الشافعي بغداد اختلف إليه، وترك قول أهل الرأي.
وَكَانَ من الفقهاء الأخيار، والثقات الأعلام، وصنف كتبا فِي الأحكام جمع فيها بين الْحَدِيث والفقه [5] .
وَكَانَ أحمد بْن حنبل يثني عَلَيْهِ ويقول: أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة، وسئل عن مسألة فَقَالَ: سل الفقهاء، سل أبا ثور [6] .
أَخْبَرَنَا [عَبْدُ الرَّحْمَنِ] الْقَزَّازُ قَالَ: أَخْبَرَنَا [أحمد بن على بن ثابت] [7] الخطيب قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ قال: أخبرنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خلادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ ذَكَرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ- قَالَ ابْنُ خَلادٍ: وَأُنْسِيتُ أنا اسمه- قال:
114/ أوقفت امْرَأَةٌ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ يَحْيَى/ بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ فِي جَمَاعَةٍ يَتَذَاكَرُونَ الْحَدِيثَ، فَسَمِعَتْهِمْ يَقُولُونَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ، وَرَوَاهُ [فُلانٌ] ، وَحَدَّثَ بِهِ فُلانٌ، فَسَأَلَتْهُمْ عَنِ الْحَائِضِ تُغَسِّلُ الْمَوْتَى. فَلَمْ يُجِبْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ- وَكَانَتْ غَاسِلَةً- وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ، فَأَقْبَلَ أَبُو ثَوْرٍ فَقَالُوا لَهَا: عَلَيْكِ بِالْمُقْبِلِ، فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ: نَعَمْ تُغَسِّلُ الْمَوْتَى، لِحَدِيثِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: «أَمَا إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكَ» . وَلِقَوْلِهَا: كُنْتُ أَفْرِقُ رَأْسَ رَسُولِ الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ بالماء وَأَنَا حَائُضٌ.
قَالَ أبو ثور: فإذا فرقت رأس الحي فالميت أولى به.
فقالوا: نعم رواه فلان، وحَدَّثَنَا به فلان، ونعرفه من طريق كذا، وخاضوا فِي الطرق والروايات. فقالت المرأة: فأين كنتم إِلَى الآن [1] .
أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عبد الجبار أَخْبَرَنَا أبو الحسن القزويني وأَبُو إسحاق البرمكي قالا: أَخْبَرَنَا أبو عمرو بْن حيوية قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عمر البغوي قَالَ:
حَدَّثَنَا أبو القاسم عثمَان بْن سعيد الأنمَاطي قَالَ: قَالَ المزني: قَالَ لي الشافعي: رأيت ببغداد ثلاث أعجوبات! قلت: مَا هن؟ قَالَ: رأيت نبطيا ينحو حَتَّى كأني أنا نبطي وَهُوَ غلامي، ورأيت أعرابيا قحا يلحن حَتَّى كأنه نبطي وَهُوَ غلامي [2] . قلت: من الأول؟
قَالَ: الزعفراني، [وَهُوَ غلامي] [3] . قلت. فمن العربي القح؟ قَالَ: أبو ثور [وَهُوَ غلامي] [4] .
قلت: فالأخرى؟ قَالَ: رأيت ببغداد شابا أسود الرأس واللحية إذا قَالَ حَدَّثَنَا قَالَ الناس كلهم: صدق، قلت: من هو؟ قال: أحمد بن حنبل [5] .
توفي أبو ثور فِي صفر هَذِهِ السنة ببغداد، ودفن فِي مقبرة باب الكنائس.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لي أبي: أين كنت؟ قلت: فِي جنازة أبي ثور، فَقَالَ: رحمه اللَّه إنه كَانَ/ فقيها [1] . 114/ ب






مصادر و المراجع :

١- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید